المسلمين الحاضرين فقال :
يا معشر المسلمين! ألست أوْلى بكم من أنفسكم؟! قالوا : بلى. قال : من كنت مولاه فعليّ مولاه ، اللّهم والِ من والاه وعادِ من عاداه.
قالت الشيعة في تقرير الاستدلال بهذا الحديث : إنّ المولى بمعنى الأوْلى بالتصرّف ؛ وكونه أوْلى بالتصرّف عين الاِمامة.
ولا يخفى : إنّ أوّل الغلط في هذا الاستدلال هو إنكار أهل العربية قاطبةً ثبوت ورود المولى بمعنى الأوْلى ، بل قالوا : لم يجىَ قطّ المفعل بمعنى أفعل في موضعٍ ومادّةٍ أصلاً ، فضلاً عن هذه المادّة بالخصوص ...» (١).
أقـول :
إنّه ـ بغضّ النظر عمّا في هذا الكلام ، كإيهامه انفراد «بريدة بن الحصيب» برواية حديث الغدير مع أنّ رواته من الصحابة يبلغون العشرات ـ يدّعي إجماع أهل العربية على عدم مجيء «المولى» بمعنى «الأوْلى» ..
ونحن ننقل هنا نصوص جماعةٍ من أعيان الحديث والتفسير واللّغة ، الصريحة في مجيء «المولى» بمعنى «الأوْلى» ، في جملةٍ من أشهر كتبهم في تلك العلوم :
* قال الفخـر الرازي بتفسـير قوله تـعالى : (هي مـولاكم وبئس المصـير) (٢)
«وفي لفظ المولى ها هنا أقوال : أحدها ...
____________
(١) مختصر التحفة الاثني عشرية : ١٧٩ ـ ١٨٠ ، ط الهند.
(٢) سورة الحديد ٥٧ : ١٥.