* وقال الفخر الرازي : «إنّ أبا عبيدة قال في قوله تعالى : (مأواكم النار هي مولاكم) : معناه : هي أوْلى بكم ؛ وذكر هذا أيضاً : الأخفش والزجّاج وعلي بن عيسى ، واستشهدوا ببيت لبيد ...» (١).
و «الأخفش» هو «من أئمّة العربية» (٢) ، توفّي سنة ٥١٢.
و «علي بن عيسى» هو «الرمّاني» : «شيخ العربية» (٣) ، توفّي سنة ٣٨٤.
* وقال الحسين بن أحمد الزوزني (٤) بشرح بيت لبيد :
فغدت كلا الفرجين تحسب أنّهمولى المخافة خلفها وأمامها
«قال ثعلب : إنّ المولى في هذا البيت بمعنى الأوْلى بالشيء ، كقوله تعالى : (مأواكم النار هي مولاكم) أي : هي الأوْلى بكم ...» (٥).
وهذا رأي ثعلب ؛ قال الذهبي : العلاّمة المحدّث شيخ اللّغة والعربية (٦) ، المتوفّى سنة ١٩٢.
* وقال الجوهري بشرح قول لبيد :
«يريد : إنّه أوْلى موضع أن يكون فيه الخوف» (٧) ..
قال الذهبي بترجمته : «والجوهري ـ صاحب الصحاح : أبو نصر
____________
(١) نهاية العقول في الكلام ودراية الأُصول ـ مخطوط.
(٢) وفيات الأعيان ٢ / ١٢٢ ، مرآة الجنان : حوادث ٢١٥ ، وغيرهما.
(٣) العبر : حوادث ٣٨٤ ، وفيات الأعيان ٢ / ٤٦١ ، بغية الوعاة ٢ / ١٨٠.
(٤) قال السيوطي بترجمته في بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة ١ / ٥٣١ : «الحسين بن أحمد الزوزني القاضي ، أبو عبـدالله ، قال عبـد الغافر : إمام عصره في النحو واللّغة والعربية. مات سنة ٤٨٦».
(٥) شرح المعلّقات السبعة : ٩١.
(٦) تذكرة الحفّاظ ٢ / ٦٦٦ ، تاريخ بغداد ٥ / ٢٠٤ ، وفيات الأعيان ١ / ٨٤.
(٧) صحاح اللّغة وتاج العربية ، مادّة «ولي».