وهذان وهاتان وهؤلاء ... وإنّما صارت معرفة لأنّها صارت أسماء إشارة إلى الشيء دون سائر أُمّته» (١).
وقال المبرّد (ت ٢٨٥ هـ) : «ومن الأسماء : المبهمة ، وهي التي تقع للاِشارة ، ولا تخصّ شيئاً دون شيء ، وهي : هذا ، وهذاك ، وأُولئك وهؤلاء ونحوه» (٢).
ويلاحظ : أنَّ المبرّد جعل (المبهم) عنواناً لكلّ من اسم الاِشارة والاسم الموصول (٣) ، وتابعه على ذلك كثير من النحاة بعده (٤).
وممّا ذكروه في علّة تسمية هذه الأسماء بالمبهمات : «أنّها لا يشار بها إلى شيء فيقتصر بها عليه حتّى لا تصلح لغيره ، ألا ترى أنّك كما تقول : ذا زيدٌ ، تقول : ذا عمروٌ؟! بل وينتقل هذا الاسم في الاِشارة به إلى الأنواع المختلفة والأجناس المتباينة ؛ فتقول : ذا فرسي ، وذا رمحي ، وذا ثوبي ... فيقع اسم الاِشارة كما ترى على هذه المختلفات ، ولا يختصّ بواحد منها دون آخر ، وهذه حقيقة الاِبهام» (٥).
وقد عبّر ابن السرّاج (ت ٣١٦ هـ) عن اسم الاِشارة بأنّه : «الاسم
____________
(١) الكتاب ، سيبويه ، تحقيق عبـد السلام هارون ٢ / ٥.
(٢) المقتضب ، محمّـد بن يزيد المبرّد ، تحقيق محمّـد عبـد الخالق عضيمة ٣ / ١٨٦.
(٣) المقتضب ٣ / ١٨٦ ، ١٩٧.
(٤) أ ـ المرتجل ، ابن الخشّاب ، تحقيق علي حيدر : ٣٠١ ـ ٣٠٦.
ب ـ المقدّمة الجزوليّة ، أبو موسى الجزولي ١٤ / أ؛ نقلاً عن حاشية شرح المقدّمة الجزوليّة للشلوبيني ، تحقيق تركي العتيبي.
ج ـ المصباح في علم النحو ، المطرزي ، تحقيق ياسين الخطيب : ١٠١.
د ـ الفصول الخمسون ، ابن معطي ، تحقيق محمود الطناحي : ٣٣٠ ـ ٣٣١.
(٥) المرتجل : ٣٠٤.