ومثال تنازع أكثر من عاملين أكثر من معمول : قوله عليه الصلاة والسلام : (تسبّحون وتحمدون وتكبّرون دُبَرَ كلّ صلاةٍ ثلاثاً وثلاثين) ، فـ(دُبر) منصوب على الظرفية ، و (ثلاثاً وثلاثين) منصوب على أنّه مفعول مطلق ، وقد تنازعهما كلّ من العوامل الثلاثة السابقة عليهما» (١).
وعرّفه ابن عقيل (ت ٧٦٩ هـ) بقوله : «التنازع عبارة عن توجّه عاملين إلى معمول واحد» (٢).
وقال المكودي (ت ٨٠٧ هـ) في تعريفه : «أن يتقدّم عاملان ويتأخّر عنهما معمول واحد ، وكلّ واحد من العاملين يطلبه من جهة المعنى» (٣).
ويشكل على هذين التعريفين : تقييدهما العامل باثنين والمعمول بواحد ، مع أنّ كلاًّ منهما قد يزيد على ذلك ، ويمكن دفع الاِشكال بأنّهما قد اقتصرا على أقلّ ما يتحقّق به التنازع ، ولكنّ الأكمل في التعريف ما ذكره بعض النحاة من أنّ التنازع : أن يتقدّم عاملان فأكثر ، ويتأخّر معمول فأكثر ، ويكون كلّ المتقدّم طالباً للعمل في ذلك المتأخّر.
* * *
____________
(١) شرح قطر الندى وبلّ الصدى : ٢٢٢ ـ ٢٢٣.
(٢) شرح ابن عقيل على الألفية ، تحقيق محمّـد محيي الدين عبـد الحميد ١ / ٥٤٥.
(٣) شرح المكودي على الألفية ، ضبط وتخريج إبراهيم شمس الدين : ١٠١.