مطلوب لكلّ منهما من حيث المعنى» (١).
* والثاني : «أن يتقدّم من جنس الفعل أو شبهه عاملان فصاعداً ، ويتأخّر معمول فصاعداً» (٢) ..
وهذا أخصر من الأوّل ، وكان بإمكانه أن يستغني عن عبارة «من جنس الفعل أو شبهه» اكتفاء بقوله : «عاملان» ، ويؤخذ عليه أنّه لم يذكر اقتضاء العوامل المتقدّمة العمل في المعمولات المتأخّرة ، أو كون المتأخّر مطلوباً لذلك المتقدّم.
* والثالث : «أن يتقدّم عاملان أو أكثر ، ويتأخّر معمول أو أكثر ، ويكون كلّ من المتقدّم طالباً لذلك المتأخّر» (٣).
وقال في شرحه : «مثال تنازع العاملين معمولاً واحداً : قوله تعالى : (آتوني أُفرِغْ عليه قِطْراً) (٤) ؛ وذلك لأنّ (آتوني) فعل وفاعل ومفعول ، يحتاج إلى مفعولٍ ثانٍ ، و (أُفرغ) فعل وفاعل يحتاج إلى مفعول ، ويتأخّر عنهما (قطراً) ، وكلّ منهما طالب له.
ومثال تنازع أكثر من عاملين معمولاً واحداً : (كما صلّيت وباركت وترحّمت على إبراهيم) ، فـ(على إبراهيم) مطلوب لكلّ واحدٍ من هذه العوامل الثلاثة.
____________
(١) أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك ، ابن هشام ، تحقيق محمّـد محيي الدين عبـدالحميد ٢ / ٢١.
(٢) شرح اللمحة البدرية ، ابن هشام ، تحقيق هادي نهر ٢ / ٨٧.
(٣) شرح قطر الندى وبلّ الصدى ، ابن هشام ، تحقيق محمّد محيي الدين عبدالحميد : ٢٢٢.
(٤) سورة الكهف ١٨ : ٩٦.