ووضع الحريري (ت ٥١٦ هـ) للمسألة عنوان : «ما شُغَل عنه الفعل» ؛ قال : «اعلم أنَّ قولهم : زيداً ضربته ، وما جرى مجراه ، يسمّى : ما شغل عنه الفعل ، يعني به : اشتغال الفعل بالهاء التي في آخره عن العمل في زيـد» (١).
وعنونه الزمخشري (ت ٥٣٨ هـ) بـ : «ما أضمر عامله على شريطة التفسير» ؛ قال : «ومن المنصوب باللازم إضماره : ما أضمر عامله على شريطة التفسير في قولك : (زيداً ضربته) ، كأنّك قلت : (ضربت زيداً ضربته) ، إلاّ أنّك لا تبرزه ؛ استغناءً عنه بتفسيره» (٢).
وتابعه ابن الحاجب (ت ٦٤٦ هـ) على استعمال هذا العنوان (٣).
واستعمل الشلوبين (ت ٦٤٥ هـ) عنوان : «اشتغال الفعل عن المفعول به» (٤).
وعنونه ابن مالك (ت ٦٧٢ هـ) بـ : «اشتغال العامل عن الاسم السابق بضميره أو ملابسه» (٥).
ولعلَّ أوّل من اقتصر على استعمال كلمة «الاشتغال» عنواناً اصطلاحياً هو ابن عصفور الاشبيلي (ت ٦٦٩ هـ) (٦).
____________
(١) شرح ملحة الاِعراب ، القاسم بن علي الحريري ، تحقيق بركات يوسف هبود : ١٤٩.
(٢) المفصّل في علم العربية ، جار الله الزمخشري : ٤٨ ـ ٤٩.
(٣) أ ـ الأمالي النحوية ، ابن الحاجب ، تحقيق هادي حسن حمودي ١ / ٣٩.
ب ـ شرح الرضيّ على الكافية ، تحقيق يوسف حسن عمر ١ / ٤٣٧.
(٤) شرح المقدّمة الجزولية ، أبو علي الشلوبين ، تحقيق تركي العتيبي ٢ / ٧٥٩.
(٥) تسهيل الفوائد وتكميل المقاصد ، ابن مالك ، تحقيق كامل بركات : ٨٠.
(٦) أ ـ المقرّب ومعه مُثل المقرّب ، ابن عصفور ، تحقيق عادل عبـد الموجود وعلي معوّض : ١٣٠.
ب ـ شرح جمل الزجّاجي ، ابن عصفور ، تحقيق صاحب أبو جناح ١ / ٣٦١.