مناسب ما هو مذكور من الفعل أو شبهه.
وعرّفه الفاكهي (ت ٩٧٢ هـ) بقوله : «حدّ الاشتغال : أن يتقدّم اسم ويتأخّر عنه فعل متصرّف أو وصف صالح للعمل مشغول عن نصبه لفظاً أو محلاًّ بالنصب لمحلِّ ضميره أو لملابِسه بواسطة أو غيرها» (١).
ومراده بنصب ملابس الضمير بغير واسطة نحو : زيداً ضربت أخاه ، وبنصبه بواسطة نحو : زيداً مررت بغلامِهِ.
ولا بُدّ من الاِشارة في خاتمة البحث إلى أنّ بعض الملاحظات المتقدّمة على التعاريف المذكورة ناشئة من إرادة تضمين التعريف جميع المعلومات التفصيلية الخاصّة بالمعرَّف ، وهو لزوم لما لا يلزم ، إذ يكفي أن يتضمّن التعريف بيان العناصر الأساسية للمعرَّف ، ويترك بيان تفاصيله لشرح التعريف.
والذي أرجّحه أن يقال في تعريفه : الاشتغال : أن يتقدّم اسم على عاملٍ في ضميره أو سببيّه.
ثمّ يقال في شرحه : أنّ العامل قد يكون فعلاً متصرّفاً ، أو اسماً عاملاً عمل الفعل ، وأنّ عدم اشتغال العامل بالضمير أو سببيّه يؤدّي إلى انتصاب الاسم المتقدّم بعاملٍ مضمرٍ ، مفسَّر إمّا بالعامل المذكور ، وإمّا بما يناسبه.
* * *
____________
(١) شرح الحدود النحوية ، جمال الدين الفاكهي ، تحقيق محمّـد الطيّب الاِبراهيم : ١٥١.