قولك : ذهبَ عبـد الله الذهابَ الشديدَ ، وقعد قعدَة سَوْءٍ ، وقعد قعدتين ، لمّا عمِلَ في الحَدَث ، عمل في المرّة منه والمرّتين» (١).
وقال الزمخشري : «المصـدر سُمّي بذلك لأنّ الفعل يصدر عنه ، ويسمّيه سيبويه : الحَدَث والحدثان ، وربّما سمّاه الفعل» (٢).
وأقدم تعريف اصطلاحي وجدته للمصدر قول المبرّد (ت ٢٨٥ هـ) : «المصدر اسم الفعل» (٣).
وقال محقّق كتاب المقتضب في حاشية الصفحة نفسها : يريد من الفعل : الحَدَث ، وقد وقع مثل ذلك في كتاب سيبويه».
وقد أخذ بهذا التعريف الزجّاجي (ت ٣٣٧ هـ) ، فقال : «والمصدر ... يعمل عمل اسم الفاعل ؛ لأنّه اسم الفعل» (٤) ، وقال أيضاً : «والحدث : المصدرُ ، وهو اسم الفعل ، والفعل مشتقّ منه» (٥).
وقال ابن الحاجب في شرحه : «قوله : (اسم الفعل) أي : المصدر دالٌّ على الفعل الحقيقي ، وهو المعاني وما أُجري مُجراها من النسب ، وقوله : (والفعل مشتقّ منه) يعني [أنّ] الفعل الصناعي اللفظي قسيم الاسم والحرف الدالّ على حدثٍ وزمانٍ مشتقّ منه ، أي : من المصدر على ما هو مذهب البصريّين ..
____________
(١) الكتاب ، سيبويه ، تحقيق عبـد السلام هارون ١ / ٣٤ ـ ٣٥.
(٢) المفصّل في علم العربية ، جار الله الزمخشري : ٣١.
(٣) المقتضب ، محمّـد بن يزيد المبرّد ، تحقيق عبـد الخالق عضيمة ٣ / ٦٨.
(٤) الاِيضاح في علل النحو ، أبو القاسم الزجّاجي ، تحقيق مازن المبارك : ١٣٥.
(٥) الجمل ، الزجّاجي ، تحقيق ابن أبي شنب : ١٧.