فالمصدر : الألفاظ التي هي أسماء الأحداث ، كالقيام والقعود والأكل والخروج» (١).
وشرحه ابن أبي الربيع الاِشبيلي قائلاً : «قوله : (والحَدَث : المصدر) يريد أنّ الحـدث هو الذي صدر منه الفعل ، أي : خرج ، فالأصل القيام ، فلمّا أرادوا الاِخبار بإيقاعه في زمن ماضٍ ، قالوا : قام ، فقام ماضٍ ، والقيام المصـدر ..
وقوله : (وهو اسم الفعل) أي : الاسم المأخوذ منه الفعل ، كما تقول : تراب الآنية ، أي : التراب المعمول منه الآنية ، وذهبُ السوار ، أي : الذهب الذي عمل منه السوار ، فكما أنّ السوار إنّما يدلّ على الذهب بذاته لابشكله ... كذلك الفعل يدلّ على ما أُخذ منه ـ وهو الحَدَث ـ بحروفه ، ويدلّ على المعنى الزائد الذي به استحقّ أن يقال له فعل ، بالشكل والبنية ...
وقوله : (والفعل مشتقّ منه) ، هذا اللفظ أجلى في ما أراد من القولين المتقدّمين ، فهذه ثلاث جمل معناها واحد ، ويسمّى هذا : التتبيع» (٢).
وعرّفه الرمّاني (ت ٣٨٤ هـ) بأنّه : «اسم لحادث يوجد فيه الفعل» (٣).
والظاهر من كلامه : أنّ الفعل الاصطلاحي من الماضي والمضارع والأمر إنّما يتحقّق بالمصـدر الذي هو الحدث ، نحو : ضرب يضرب اضرب ، فهذه الأفعال إنّما توجد بالضرب.
____________
(١) الأمالي النحوية ، ابن الحاجب ، تحقيق هادي حسن حمودي ٤ / ٤٨.
(٢) البسيط في شرح جمل الزجّاجي ، ابن أبي الربيع الاِشبيلي ، تحقيق عيّاد الثبيتي ١ / ١٦٨ ـ ١٦٩.
(٣) الحدود في النحو ، علي بن عيسى الرمّاني ، ضمن كتاب رسائل في النحو واللغة ، تحقيق مصطفى جواد ، ويوسف مسكوني : ٣٩.