وعرّفه ابن جنّي (ت ٣٩٢ هـ) بأنّه : «اسم دلّ على حدثٍ وزمان مجهول» (١).
ويلاحظ : أنّ المصدر ليست فيه دلالة وضعية على الزمان ، وإن كان يدلّ عليه التزاماً ؛ إذ لا بُدّ للحدث أن يقع في زمان ما ، هذا مع أنّ الدلالة على الزمان ليست من ذاتيات المعرَّف (المصدر) لتذكر في تعريفه.
وعرّفه الزمخشري (ت ٥٣٨ هـ) بقوله : «المصدر : هو الاسم الذي يشتقّ منه الفعل» (٢) ..
وقال الأردبيلي في شرحه : «فقوله : (الاسم) شامل لجميع الأسماء ، وقوله : (يشتقّ منه الفعل) يخرج غيره» (٣).
ويؤخذ على هذا التعريف أنّه : لم يبيّن ماهية المصدر الذي يشتقّ منه الفعل.
وعرّفه ابن الحاجب (ت ٦٤٦ هـ) بقوله : «المصدر : اسم الحدث الجاري على الفعل» (٤).
ولا ترد على هذا التعريف المؤاخذة التي سجّلناها على تعريف الزمخشري ، وقد تابعه عليه ابن هشام الأنصاري (ت ٧٦١ هـ) (٥) ، وقال
____________
(١) اللمع في العربية ، ابن جنّي ، تحقيق فائز فارس : ٤٨.
(٢) شرح الانموذج في النحو ، جمال الدين الأردبيلي ، تحقيق حسني عبـد الجليل يوسف : ١٢٤.
(٣) شرح الانموذج في النحو : ١٢٤.
(٤) أ ـ شرح الكافية ، الرضيّ ، تحقيق يوسف حسن عمر ٣ / ٣٩٩.
ب ـ الأمالي النحوية ، ابن الحاجب ، تحقيق هادي حسن حمودي ٣ / ٥١.
(٥) أ ـ شرح شذور الذهب ، ابن هشام ، تحقيق محيي الدين عبـد الحميد : ٣٨١.
ب ـ شرح قطر الندى وبلّ الصدى ، ابن هشام ، تحقيق محمّـد محيي الدين عبـدالحميد : ٢٩١.