يدعو الناس إلى بدعته بنسكه» (١) ..
فإذا كان الأمر كذلك فعلى الغافل أن ينظر في معرفة الحقّ ليعرف أربابه ، ومعرفة الباطل لتجنّب نصابه (٢) ؛ قال أمير المؤمنين عليه السلام : «الحقّ لايعرف بالرجال ، وإنّما الرجال يعرفون بالحقّ ، اعرف الحقّ تعرف أهله قلّوا أم كثروا ، واعرف الباطل تعرف أهله قلّوا أم كثروا» (٣).
وإذا أردنا أن نتكلّم في إبطال شبهته ، ومحو بدعته ، أوردنا النصوص الدالّة على إمامة أمير المؤمنين تصريحاً وتعريضاً ، فقلنا : الدليل على إمامة أمير المؤمنين عليه السلام بغير فصل : الكتاب ، والسُـنّة ، وإجماع العترة.
* أمّا الكتاب :
[آية الولاية]
فقوله تعالى : (إنّما وليّكم الله ورسوله والّذين آمنوا الّذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) (٤).
ونحن نتكلّم في أنّ هذه الآية نزلت في أمير المؤمنين عليه السلام ، ثمّ نتكلّم في دلالتها على إمامته ..
____________
(١) ورد الحديث بألفاظ مختلفة ؛ كما في : الخصال ـ للشيخ الصدوق ـ : ٦٩ ح ١٠٣ ، روضة الواعظين : ٦ ، منية المريد : ٧٤ ، الصواعق المحرقة : ٢٠٠.
(٢) النصاب : مأخوذ من النصب ، وهو : التعب والعناء ؛ راجع : لسان العرب ١ / ٧٥٨.
(٣) ورد بتفاوت في الألفاظ ؛ وهو : قوله عليه السلام للحارث بن حوط : «يا حارث! إنّه ملبوس عليك ، إنّ الحقّ لا يعرف بالرجال ، اعرف الحقّ تعرف أهله» ؛ التبيان ـ للشيخ الطوسي ـ ١ / ١٩٠ ، مجمع البيان ١ / ١٨٨ ـ ١٨٩ ، تفسير القرطبي ١ / ٣٤٠ ، روضة الواعظين : ٣١ ، الطرائف ـ لابن طاووس ـ : ١٣٦ ح ٢١٥.
(٤) سورة المائدة ٥ : ٥٥.