ظهور نفس الخبر فذلك من جملة تهمهم واختراعاتهم ؛ فإنّ هذه المقدّمة نُقلت متّصلة بالحديث بلا اختلاف بين الرواة ، فيجب كونها معلومةً (بيّنة ، ومنهم) (١) ثل أرباب الأحاديث.
وكذلك قول من قال منهم : الحديث ورد في شأن زيد بن حارثة وعليّ عليه السلام ، وأنّهما تخاصما ، فقال عليّ لزيد : أنت مولاي. فقال : بل أنا مولى رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم. فلمّا بلغ ذلك رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم قال : «من كنت مولاه فعليّ مولاه» (٢) .. الخـبر.
وذلك محال ظاهر الاستحالة ؛ لأنّ زيد رحمة الله عليه استشهد في غزوة مؤتة ، وهي في جمادى في سنة ثمان من الهجرة ، وحديث الغدير كان في حجّة الوداع ـ بلا خلاف بين أهل النقل ـ في اليوم الثامن عشر من ذي الحجّة ، ومات رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم لاثنتي عشرة ليلة بقيت من ربيع الأوّل سنة إحدى عشرة. وإنّما هذا من المعتزلة يوصل إلى معارضة حجج الله وإطفاء نور خليفة رسول الله صلّى الله عليه [وآلهج وسلّم. (وسيعلمُ الّذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون) (٣).
ومنها : حديث المنزلة :
وهو : ما روي أنّ رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم قال لعليّ :
____________
(١) العبارة لم تكن واضحة في المخطوطة ، وما في المتن أثبتناه استظهاراً لمقتضى سياق العبارة.
(٢) الأربعين في أُصول الدين ـ لفخر الدين الرازي ـ ٢ / ٢٩٩.
(٣) سورة الشعراء ٢٦ : ٢٢٧.