قومي وأصلح) (١) ، وقوله : (وأشركْه في أمري) (٢) ، فأجابه تعالى : (قد أُوتيت سؤلك يا موسى) (٣) ؛ فيجب أن تثبت هذه المنزلة لأميرالمؤمنين عليه السلام.
يؤيّد ذلك ما روى أبو ذرّ رضى الله عنه : إنّ النبيّ صلّى الله عليه [وآلهج وسلّم يوم تصدّق أمير المؤمنين عليه السلام بخاتمه في ركوعه رفع رأسه إلى السماء وقال : «اللّهمّ إنّ موسى سألك فقال : (ربّ اشرح لي صدري * ويسّر لي أمري * واحلُل عقدةً من لساني * يفقهوا قولي * واجعل لي وزيراً من أهلي * هارون أخي * اشدد به أزري * وأشركْه في أمري) (٤) ، فأنزلت عليه قرآناً ناطقاً : (سنشدّ عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطاناً فلا يصلون إليكما ...) (٥) ..
اللّهمّ وأنا محمّـد نبيّك وصفيّك ، اللّهمّ فاشرح لي صدري ، ويسّر لي أمري ، واجعل لي وزيراً من أهلي ، عليّاً ، اشدد به أزري».
قال أبو ذرّ : فما استتمّ رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم الكلمة حتّى نزل عليه جبرئيل عليه السلام من عند الله تعالى فقال : يا محمّـد! اقرأ. قال : وما أقرأ؟ قال : اقرأ : (إنّما وليّكم الله ورسوله ...) .. الآية (٦).
____________
(١) سورة الأعراف ٧ : ١٤٢.
(٢) سورة طه ٢٠ : ٣٢.
(٣) سورة طه ٢٠ : ٣٦.
(٤) سورة طه ٢٠ : ٢٥ ـ ٣٢.
(٥) سورة القصص ٢٨ : ٣٥.
(٦) مجمع البيان ٣ / ٤١٩ ـ ٤٢٠ ، خصائص الوحي المبين : ٧٨ ـ ٨٠ ح ١٣ ، العمدة ـ لابن البطريق ـ : ١١٩ ـ ١٢١ ح ١٥٨ ، نهج الاِيمان : ١٣٦ ـ ١٣٨ ، الطرائف ـ لابن طاووس ـ : ٤٧ ح ٤٠.