وأمّا أنّ ذلك معنى الاِمامة : فلأنّا لا نعني بالاِمامة إلاّ ملك التصرّف على الكافّة ، ولا شكّ في كون ذلك ثابتاً للرسول صلّى الله عليه [وآلهج وسلّم ، وإذا كان كذلك وجب ثبوته لأمير المؤمنين عليه السلام ؛ لأجل مشاركته للرسول في أمره.
يزيد ذلك وضوحاً : ما قد ثبت بالاِجماع من الآية أنّه لا يجوز أنّ [يكون] هارون رعيّة لأحـد من أُمّة موسى ، فكذلك يجب في أمير المؤمنين عليه السلام أن لا يكون رعيّة لأحدٍ من أُمّة محمّـد صلّى الله عليه [وآله] وسلّم. غير أنّ أكثر هذه الأُمّة تركت رشدها ، ورفضت هارونها ، واتّبعت سامريّها ؛ تصديقاً لما قاله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم : «لتركبّن سُنن من كان قبلكم ، حذو النعل بالنعل والقذّة بالقذّة» (١).
ولله القائل :
ما كان قبلهم قوم موسى |
|
لم يطيعوه بكـر الليالي |
قدّموا من (٢) هـارون |
|
فأضحـوا أُمثولةً في النكالِ |
وأخذت أُمّة النبيّ فعال الحا |
|
سدين الطغاة حـذو النعالِ |
أتواصوا بذاك أم ذاك أمـر |
|
فيه يلقى شأنه الاِشكالِ (٣)؟! |
____________
(١) تفسير العيّاشي ١ / ٣٠٣ سورة المائدة آية ٦٨ ، تفسير القمّي ٢ / ٤١٣ سورة الانشقاق ، شرح نهج البلاغة ٩ / ٢٨٦. وورد بلفظ : «لتسلكنّ ...» ؛ انظر : تفسير الاِمام الحسن العسكري ٧ : ٤٨١ ، مصنّفات الشيخ المفيد ٧ / ٣٠ مسألة أُخرى في النصّ على عليّ عليه السلام ، عوالي اللآلي ١ / ٣١٤ ، المستدرك على الصحيحين ـ للحاكم ـ ١ / ١٢٩ ، مجمع الزوائد ٧ / ٢٦٠.
(٢) في المخطوطة يوجد بياض.
(٣) لم نعثر على هذا القول.