ومنها : حديث أسد بن غويلم :
وهو : ما روى الناصر للحقّ عليه السلام بإسناده إلى عبد الله أنيس ، قال : برز يوم الفتح أسـد بن غويلم قاتل العرب ، يجيل فرسـه ويدير رمحه وهو يقول :
وحُرد سعال وزغف مذالِ |
|
وسمر عوال بأيدي رجالِ |
كآشاد دمش وآسال حبش |
|
عداه الخميس ببعض صعـالِ |
حمد الصواب وحو الرقاب |
|
إذا ما العقاب عداه النزالِ |
يكيد الكروب ويجري الهبوب |
|
ويروي الكعوب دماً غير آلِ (١) |
ثمّ سأل البراز فأحجم الناس معاً ، فقال رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم : «من خرج إلى هذا المشرك فقتله فله على الله الجنّة والاِمامة بعدي».
فأحجم الناس ، وقام عليّ يهزّ العروا ، فقال رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم : «ما لك؟» قال : «ظمآن إلى البراز ، سِغْت إلى القتال».
فقال رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم : «نحن بنو هاشم حود محد ، لا نجبن ولا نغدر ، أنا وعلي من شجرة واحدة لا تختلف أوراقها ، اخرج إليه ولك الاِمامة من بعدي».
فخرج وضربه في مفرق رأسه والناس ينظرون ، فبلغ سيفه إلى السرج ، وخرّ نصفين ، وانهزم المشركون ، فآب عليّ يهزّ سيفه وهو يقول :
ضربته بالسيف وسط الهامه |
|
بضربةٍ صارمة هدّامه |
____________
(١) لم نعثر على هذه الأبيات ، ولم تكن واضحة في المخطوطة ، ونقلناها كما هي.