فقال أُسقف النصارى : إنّي لأرى وجوهاً لو سألوا الله أن يزيل جبلاً من مكانه لأزاله ، فلا تبتهلوا ؛ فلا يبقى على وجه الأرض نصراني إلى يوم القيامة. فصالحوا رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ..
وقال رسـول الله صلّى الله عليه [وآلـه] وسلّم : «والذي نفسي بيده لو لاعنتهم بمن تحت الكساء لاضطرم عليهم الوادي ناراً ، ولا ستأصل الله نجران وأهله حتّى الطير على الشجر ، ولَما حال الحول على النصارى كلّهم حتّى هلكوا» (١).
فقال الله (إنّ هذا لهو القصص الحقّ وما من إله إلاّ الله وإنّ الله لهو العزيز الحكيم) (٢) ُ.
____________
(١) نهج الاِيمان : ٣٤٦ ـ ٣٤٧ ، العمدة ـ لابن البطريق ـ : ١٨٩ ح ٢٩٠. وورد بتفاوت يسير جدّاً في الألفاظ في : إقبال الأعمال : ٥١٣ ، كشف الغمّة ١ / ٢٣٤ ، تفسير الطبري ٣ / ٢١٣ ، تفسير الكشّاف ١ / ٤٣٤ ، تفسير الرازي ٨ / ٨٥.
(٢) سورة آل عمران ٣ : ٦٢.
(٣) أطبق المفسّرون والمؤرّخون والمحدّثون ، بل أصبح لديهم من المسلّمات والبديهيات أنّ آية المباهلة نزلت في حقّ أصحاب الكساء الخمسة عليهم أفضل الصلاة والسلام. ومع وجود الأنصار والمهاجرين لم يدعُ رسول الله صلى الله عليه وآله من الرجال إلاّ عليّاً ومن النساء إلاّ فاطمة ومن الأبناء إلاّ ريحانتيه وسبطيه الحسن والحسين : ، وليس هذا إلاّ اصطفاءً وتكريماً لهم من الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله ، ولم يعطه الله تعالى لأحدٍ من المؤمنين والمسلمين ؛ وذلك لعدم توفّر الشروط فيهم ، حيث لم يوجد من الرجال مَن تكون نفسه كنفس الرسول صلى الله عليه وآله.
راجع : مسند أحمد بن حنبل ١ / ١٨٥ ، تفسير الطبري ٣ / ٢١٢ ، المستدرك على الصحيحين ـ للحاكم ـ ٣ / ١٥٠ ، سنن البيهقي ٧ / ٦٣ ، أسباب النزول ـ للواحدي ـ : ١٠٧ ح ٢٠٨ وح ٢٠٩ ، تفسير الكشّاف ـ للزمخشري ـ ١ / ٤٣٤ ، تفسير الرازي ٨ / ٨٥ ، الصواعق المحرقة : ٢٣٨ ، الآية التاسعة من الآيات الواردة في فضائل أهل البيت النبوي. وكذلك راجع : تفاسير العامّة والخاصّة في تفسير آية