ورفيقي» ، ثمّ تلا : (إخواناً على سرر متقابلين) (١) (٢).
وقد روي حديث المؤاخاة من طرق مختلفة ، ولم يخالف فيه أحد من أهل الحديث.
فانظر أيّها المسترشد : هل يكون أخو عمر أو أخو خارجة بن زيد (٣) إماماً لأخي رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم؟!
كلاّ وحاشى ، بل هو الاِمام والخليفة. عميت أعين البصائر ، وأُظهرت ضغائن الضمائر ، والله المنصف المنتصف ممّن ظلم ، وكفى به حسيباً.
وأمّا اختياره له يوم المباهلة
فهو : ما روي في قصّة وفد نجران : أنّه لمّا نزل قوله تعالى (فمن حاجّك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم) (٤) .. الآية ، خرج رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم محتضناً للحسن آخذاً بيد الحسين وفاطمة تمشي خلفه وعليّ خلفهما ، وهو يقول : «إذا دعوت فأمّنوا».
____________
(١) سورة الحجر ١٥ : ٤٧.
(٢) منهاج الكرامة : ١٤٤ ، فرائد السمطين ١ / ١٢٠ ـ ١٢١ ح ٨٣ ، الفضائل ـ لأحمد ابن حنبل ـ ٢ / ٦٣٨ ح ١٠٨٥ ، كنز العمّال ١٣ / ١٠٥ ح ٣٦٣٤٥.
(٣) هذه إشارة إلى أنّ الرسول صلى الله عليه وآله عندما آخى بين المسلمين فإنّه آخى بين أبي بكر وعمر ، وعلى رواية بين أبي بكر وخارجة بن زيد.
تاريخ مدينة دمشق ٣٠ / ٩٤ ، السيرة الحلبية ٢ / ٩٠.
فلو جازت إمامة أبي بكر لعليّ عليه السلام لكان رسول الله صلى الله عليه وآله مأموماً لأبي بكر! لأنّ الرسول لم يؤاخِ الاِمام عليّ عليه السلام إلاّ لوجود مقارنة ومماثلة بينهما.
(٤) سورة آل عمران ٣ : ٦١.