ولم يؤمِّر أبا بكر إلاّ يوم خيبر فهرب (١) ، ويوم براءة فعزله أمير المؤمنين ، على ما سيأتي.
وقد قال الله تعالى : (لقد كان لكم في رسول الله أُسوةٌ حسنة) (٢).
ولله القائل :
ما كان ولّى أحمد والياً |
|
على عليّ فتولّوا عليه |
هل في رسول الله من أُسوة |
|
لو يقتدي القوم ممّا سُنّ فيه (٣) |
لكنّهم اختاروا غير خيرة الله ، وخالفوا أمر رسـول الله.
أمّا حديث المؤاخاة
فهو : ما روي أنّ رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم لمّا آخى بين أصحابه قال عليّ : «يا رسول الله! لقد ذهبت روحي وانقطع ظهري حين رأيتك فعلت بأصحابك ما فعلت غيري ، فإن كان هذا من سخط علَيّ فلك العتبى والكرامة».
فقال صلّى الله عليه [وآله] وسلّم : «والذي بعثني بالحقّ ما أخّرتك إلاّ لنفسي ، وأنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي ، وأنت أخي ووارثي ، وأنت معي في قصري في الجنّة مع فاطمة ابنتي ، وأنت أخي
____________
(١) الاِرشاد (مصنّفات الشيخ المفيد ١١) : ١٢٥ ـ ١٢٦ ، مصنّف ابن أبي شيبة ١٤ / ٤٦٤ ح ١٨٧٢٩ ، الخصائص ـ للنسائي ـ : ٣٩ ح ١٤ ، المستدرك على الصحيحين ـ للحاكم ـ ٣ / ٣٧ ، كنز العمّال ١٠ / ٤٦٣ ح ٣٠١٢٠ ، مجمع الزوائد ٩ / ١٢٤.
(٢) سورة الأحزاب ٣٣ : ٢٤.
(٣) نسب ابن شهرآشوب في مناقبه ـ ٢ / ١٦٣ ـ البيت الأوّل إلى منصور النميري ، ونسب البيت الثاني كذلك في مناقبه ـ ٣ / ٢٦ ـ إلى ابن الوزير.