[وآله] وسلّم يطوف بالكعبة إذ بدت رمّانة من الكعبة ، واخضرّ المسجد لحسن خضرتها ، فمدّ رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم يده فتناولها ومضى رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم في طوافه ، فلمّا انقضى طوافه صلّى في المقام ركعتين ، ثمّ فلق الرمّانة قسمين كأنّها قدّت ، فأكل النصف وأطعم عليّاً عليه السلام النصف ، فرنحت أشداقهما لعذوبتها ، ثمّ التفت رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم إلى أصحابه فقال : «إنّ هذا قطف من قطوف الجنّة ، ولا يأكله في الدنيا إلاّ نبيّ أو وصيّ نبيّ ، ولولا ذلك لأطعمناكم» (١).
ومنها : حديث البساط
وهو : ما رويناه بالاِسناد الموثوق به إلى أنس بن مالك ، قال : أُهدي لرسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم بساط من خندف (٢) فقال لي : «ياإنس! ابسطه». فبسطته ، ثمّ قال لي : «ادع العشرة». فدعوتهم ..
فلمّا دخلوا أمرهم بالجلوس على البساط ، ثمّ دعا عليّاً فناجاه طويلاً ، ثمّ رجع فجلس على البساط فقال : «يا ريح احملينا». فحملتنا الريح ، فإذا البساط يدفّ بنا دفّاً (٣) ، ثمّ قال : «يا ريح ضعينا». ثمّ قال : «تدرون في أي مكان أنتم؟!». قلنا : لا.
____________
(١) المناقب ـ للكوفي ـ ١ / ٥٤٨.
(٢) ورد في بعض المصادر : «بَهَنْدَِف» ، بفتحتين ونون ساكنة وبفتح الدال المهملة وكسرها ؛ قال صاحب معجم البلدان ١ / ٥١٦ : هي بليدة من نواحي بغداد في آخر أعمال النهروان ، بين بادَرَيا وواسط ، وكانت تُعدُّ من أعمال كَسكَر.
(٣) الدف : تحريك الطائر جناحيه ؛لسان العرب ٩ / ١٠٤ مادّة «دفف».