قال : «هذا موضع أصحاب الكهف والرقيم ، قوموا فسلّموا على أصحابكم».
فقمنا رجـل رجـل فسـلّمنا عليـهم فلم يـردّوا علينا ، فقام عليّ بن أبي طالب عليه السلام فقال : «السلام عليكم معاشر الصدّيقين والشهداء».
فقالوا : وعليك السلام ورحمة الله وبركاته.
قال : فقلت : ما لهم ردّوا عليك ولم يردّوا علينا؟!
فقال لهم : «ما بالكم لا تردّوا على إخواني؟!».
فقالوا : إنّا معاشر الصدّيقين لا نكلّم بعد الموت إلاّ نبيّاً أو وصيّاً.
ثمّ قال : «يا ريح احملينا». فحملتنا تدفّ بنا دفّاً ، ثمّ قال : «يا ريح ضعينا». فوضعتنا فإذا نحن بالحرّة ، فقال عليّ : «ندرك النبيّ في آخر ركعة» ، فطوينا وأتيناه ، وإذا النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم يقرأ في آخر ركعة : (أم حسبت أنّ أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجباً) (١) (٢).
ومنها : حديث مَلَكي عليّ عليه السلام
وهو : ما روي أنّ عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليه أقبل إلى النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم وعنده جبريل ، فقال جبريل عليه السلام : يا محمّـد! هذا عليّ قد جاء يمشي الهوينا ، وهو إمام الهدى ، وقائد البررة ، وقاتل
____________
(١) سورة الكهف ١٨ : ٩.
(٢) المناقب ـ للكوفي ـ ١ / ٥٥٢ ح ٤٩١ ، المناقب ـ للمغازلي ـ : ٢٣٢ ح ٢٨٠ ، العمدة ـ لابن البطريق ـ : ٣٧٢ ح ٧٣٢ ، نهج الاِيمان : ٢١٤ ، سعد السعود : ٢٢٧ ، الطرائف ـ لابن طاووس ـ : ٨٣ ح ١١٦.