المؤمنين عليه السلام وإن كانت أكثر من أن تحصى ؛ فقد روينا عن رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم أنّه قال : «لو كانت البحار مداداً والغياض أقلاماً والاِنس كتّاباً والجنّ حسّاباً ما أحصوا فضائل عليّ بن أبي طالب» (١).
وإذا كان هذا قول الرسـول الزكيّ ، عليه صلوات الربّ العليّ ، فمن رام غير ذلك فقد رام شططاً.
[* وأمّا إجماع العترة :]
وأمّا دلالة إجماع أهل البيت : على إمامة أمير المؤمنين صلوات الله عليه ، فنحن نتكلّم في ذلك في مكانين :
أحدهما : إنّ آل محمّـد : مجمعون على ذلك.
والثاني : إنّ إجماعهم حجّة واجبة الاتّباع.
أمّا أنّهم مجمعون على ذلك ، فذلك أظهر من أن يذكر ، وكلّ أحد يعلمه ، المخالف والمؤالف ؛ فلا يحتاج إلى استشهاد.
وأمّا أنّ إجماعهم حجّة يجب اتّباعها ويحرم خلافها ، فالذي يدلّ على ذلك الكتاب والسُـنّة.
أمّا الكتاب :
فقوله تعالى : (إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهّركم تطهيراً) (٢).
____________
(١) التفضيل ـ للكراجكي ـ : ٤٠ ، كشف الغمّة ١ / ١١٢ ، الطرائف ـ لابن طاووس ـ : ١٣٨ ح ٢١٦ ، إرشاد القلوب ـ للديلمي ـ ٢ / ٢٠٩ ، المناقب ـ للخوارزمي ـ : ٢ ، فرائد السمطين ١ / ١٦ ، كفاية الطالب : ٢٥١ ح ٨٣٣.
(٢) سورة الأحزاب ٣٣ : ٣٣.