ونحن نتكلّم في أنّ المذكورين في هذه الآية هم : عليّ وفاطمة والحسن والحسين وأبناءهما : ، ثمّ نذكر وجه دلالتها على أنّ إجماعهم حجّـة.
أمّا أنّها أُنـزلت فيهم دون غيرهـم ، فالذي يدلّ على ذلك : ما روت أُمّ سلمة رضي الله عنها ، قالت : نزلت هذه الآية في بيتي : (إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهّركم تطهيراً) ..
قالت : وفـي البيت سـبعة : جـبرئيل ومـيكائيل عليهما السلام ، ورسـول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ، وفاطمة وعليّ والحسن والحسين : ، وأنا على باب البيت جالسة ، فقلت : يا رسول الله! ألست من أهل البيت؟!
قال : «إنّك على خير ، إنّك من أزواج النبيّ» صلّى الله عليه [وآلهج وسلّم ، وما قال إنّي من أهل البيت (١).
وفي بعض الأحاديث : «لستِ منهم وإنّك لعلى خير» (٢).
وبالاِسناد عن عائشة ، وقد سألها سائل عن عليّ عليه السلام ، فقالت : سألتني عن أحبّ الناس كان إلى رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ، لقد رأيت عليّاً وفاطمة وحسناً وحسيناً وقد جمع رسول الله صلّى الله عليه
____________
(١) الخصال : ٤٠٣ ح ١١٣ باب السبعة ، شرح الأخبار ٣ / ١٣ ح ٩٤٥ ، تنبيه الغافلين : ١٥١ ، خصائص الوحي المبين : ١٠٢ ح ٣٦ ، شواهد التنزيل ٢ / ٨٢ ح ٧٥٧ ، تاريخ مدينة دمشق ١٤ / ١٤٥ ح ٣٤٥٥ ، الدرّ المنثور ٦ / ٦٠٤.
(٢) لم نعثر على هذا النصّ في المصادر ، ولكن من مفهوم بعض النصوص يستنتج ذلك ؛ فإنّه ورد في بعضها أنّ أُمّ سلمة قالت : قلت : يا رسول الله! ألست من أهل البيت؟! قال : «أنت من أزواج رسول الله صلى الله عليه وآله» ..
فإذاً من هذا الجواب نستنتج أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله قال لها : لست من أهل البيت ، ولكنّك من أزواج النبيّ ؛ راجع : شواهد التنزيل ٢ / ٥٩ ح ٧٠٦ ، خصائص الوحي المبين : ١٠٥ ح ٤٤.