آل محمّـد : على ضلالة لَما حسن منه صلّى الله عليه [وآله] وسلّم أن يغوينا باتّباع مناهجهم ؛ لأنّ ذلك تغرير وتلبيس ، وهو صلّى الله عليه [وآله] وسلّم منزّه عن ذلك.
ومن جملة ما يستدلّ به على أنّ إجماع أهل البيت حجّة : ما قد ثبت أنّ المعلوم ضرورة من دين النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم وجوب تعظيم أهل بيته عليهم السلام ؛ لمكانتهم منه ، ولزوم توقيرهم ، وفرض مودّتهم ، وهذا ظاهر لا يحتاج إلى دليل ، ولله القائل :
وكيف يصحّ في الاِفهام شيء |
|
إذا احتاج النهار إلى دليل (١) |
لكنّنا نذكر من الأحاديث التي وردت في هذا المعنى طرفاً على وجه الاستظهار ..
فمنها : ما روي مشهوراً أنّه لمّا نزلت آية المودّة وهي قوله تعالى : (قل لا أسألكم عليه أجراً إلاّ المودّة في القربى) ، قالوا : يا رسول الله! مَن قرابتك الّذين (٢) وجب علينا مودّتهم؟
قال : «عليّ وفاطمة وأبناؤهما» (٣) عليهم السلام.
وهذا التفسير قد رواه كافّة أهل الكتب المشهورة في الأخبار من مؤالف ومخالف.
ومنها : ما روى الثعلبي في تفسير قوله تعالى : (ومن يقترف حسنة
____________
(١) ذكره الأربلي في كشف الغمّة ١ / ٦ بلفظ : «وليس يصحّ» ؛ ولم نعرف قائله.
(٢) في المخطوطة : الذي ؛ وما أثبتناه من المصادر.
(٣) العمدة ـ لابن البطريق ـ : ٤٧ ، الطرائف : ١١٢ ح ١٦٧ ، فضائل الصحابة ٢ / ٦٦٩ ح ١١٤١ ، تفسير الثعلبي ٨ / ٣١٠ ، شواهد التنزيل ٢ / ٣٠ ح ٨٢٢ ـ ٨٢٧ ، تفسير الرازي ٢٧ / ١٦٦ ، البحر المحيط ـ لأبي حيّان ـ ٧ / ٥١٦ ، تفسير ابن كثير ٤ / ١٢٢ ، فرائد السمطين ٢ / ١٣ ، الدرّ المنثور ٧ / ٣٤٨ ، مجمع الزوائد ٩ / ١٦٨.