ومنها : قوله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم : «اللّهمّ اجعل العلم في عقبي وعقب عقبي ، وفي زرعي وزرع زرعي» (١) ، وقوله عليه السلام : «قدِّموهم ولا تَقَدَّموهم ، وتعلَّموا منهم ولا تعلِّموهم ، ولا تخالفوهم فتضلّوا ، ولاتشتموهم فتكفروا» (٢).
ومنها : قوله عليه السلام : «إنّ [لله] عند كلّ بدعة تكون من بعدي يُكاد بها الاِسلام وليّاً من أهل بيتي موكّلاً ، يعلن الحقّ وينوّره ، ويردّ كيد الكائدين ، فاعتبروا يا أُولي الأبصار ، وتوكّلوا على الله» (٣) ..
(على الله توكّلنا ربّنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين * ونجّنا برحمتك من القوم الكافرين) (٤).
وقوله عليه السلام : «في كلّ خلف من أهل بيتي عدول ينفون عن هذا الدين تحريف الغالين ، وانتحال المبطلين ، وتأويل الجاهلين ، ألا إنّ أئمّتكم وفدكم إلى الله ، فانظروا بمن تفدون في دينكم» (٥).
وهـذه الأخـبار وإن لـم تتـواتر لفظاً فـقد تواترت معنىً ؛ لأنّها تواردت مطابقة على معنىً واحد من مخبرين شتّى ، فلو جاز أن تجمع
____________
(١) كفاية الأثر : ١٣٨ وص ١٦٥.
(٢) ورد مؤدّاه في : المعجم الكبير ـ للطبراني ـ ٥ / ١٦٦ ح ٤٩٧١ ، مجمع الزوائد ٩ / ١٦٤ ، الصواعق المحرقة : ٢٣٠.
(٣) ورد الحديث بهذه الصورة : «إنّ لله عند كلّ بدعة تكون بعدي يُكاد بها الاِيمان وليّاً من أهل بيتي موكّلاً به يذبّ عنه ، ينطق بإلهام من الله ، ويعلن الحقّ وينوّره ، ويردّ كيد الكائدين ، ويعبّر عن الضعفاء ، فاعتبروا يا أُولي الأبصار ، وتوكّلوا على الله» ؛ راجع : المحاسن ١ / ٣٢٩ ح ٦٦٩ ، الكافي ١ / ٥٤ ح ٥ باب البدع والرأي والمقاييس.
(٤) سورة يونس ١٠ : ٨٥ و ٨٦.
(٥) مرّت تخريجاته في ص ٣٢٣.