ومنها : ما روي مشهوراً عن أمير المؤمنين عليه السلام أنّه قال : «كنت آخذ البيعة لرسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم على السمع والطاعة في العسر واليسر ، وأن يقيم ألسنتنا بالعدل ، وأن لا يأخذنا في الله لومة لائم ، فلمّا ظهر الاِسلام وكثر أهله قالوا (١) : يا علي! الحقّ فيها : على أن تمنعوا رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم وعترته من بعده ما منعتم منه أنفسكم وذراريكم» ..
قال علي عليه السلام : «فوضعها من الله على رقاب القوم ، وفى بها من وفى وهلك بها من هلك» (٢).
فإذا وجبت محبّة آل محمّـد : قطعاً ، وكان ذلك ديناً وشرعاً ، علمنا أنّ الحقّ لا يخرج من أيديهم ، وأنّهم لا يجمعون على ضلالة إلى انقطاع التكليف.
وبعد ..
فإنّ الله تعالى قد جعل الصلاة على آل محمّـد في الصلاة شرعاً وديناً ، وجعل ذلك ركناً من أركان الصلاة ، والصلاة أعلى درجات الرحمة ، فلو جاز أن يجمعوا على ضلالة لَما غمرهم ثوبها المسدول ، وشرفها المصون المبذول.
فانظر يا طالب النجاة رحمك الله : ما أظهر الحجّة ، وأبْيَن المحجّة ،
____________
«وعلى المعترض عليهم ، والسابّ لهم ...» ، وقريب منه ما أورده المحبّ الطبري في ذخائر العقبى : ٢٠.
(١) في المخطوطة : «قال» ، وما أثبتناه من المصادر ؛ وهو الصحيح.
(٢) ورد بتفاوت يسير في الألفاظ في : أُصول الكافي ٨ / ٢٦١ ح ٣٧٤ ، تنبيه الغافلين : ٤١.