فصل يختم به
وهو الكلام في أنّ الفرقة الناجية هم أتباع آل محمد عليهم السلام دون غيرهم.
فاعلم ـ أرشدك الله ـ أنّه لا خلاف بين أهل الملّة أنّ النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم قال : «ستفترق أُمّتي على ثلاث وسبعين فرقة ، الناجية منها فرقة واحدة وباقيها في النار» (١) ..
وأجمعت أيضاً على أنّ النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم قال : «مثل أهل بيتي فيكم كسفينة نوح ، من ركب فيها نجا ، ومن تخلّف عنها غرق وهـوى» (٢) ، فكان ذلك بياناً للفرقة الناجية ، بحيث لم يبق للشكّ مدخل ؛ إذ قد علمنا أنّ أُمّة نوح صلّى الله عليه وسلّم هلكت إلاّ من ركب معه في السفينة ، كذلك يهلك من أُمّة نبيّنا صلّى الله عليه [وآله] وسلّم من لم يتّبع آل محمّـد عليهم السلام.
ولأنّ النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم قال فيهم : «وهم كالكهف لأصحاب الكهف» ، و : «هم باب السلم فادخلوا في السلم كافّة» ، و : «هم باب حطّة من دخله غفر له» (٣).
____________
(١) الاقتصاد ـ للشيخ الطوسي ـ : ٢١٣ ، الصراط المستقيم ٢ / ٩٦. وورد بتفاوت يسير في الألفاظ في : الخصال : ٥٨٥ ح ١١ أبواب السبعين وما فوقه ، أُصول الكافي ٨ / ٢٢٤ ح ٢٨٣ ، المناقب ـ لابن شهرآشوب ـ ٣ / ٨٩.
(٢) مرّت تخريجاته في ص ٣٧٥.
(٣) مرّت تخريجات هذه الأحاديث في ص ٣٧٦ ـ ٣٧٧.