وقد علمنا أنّ أُمّة موسى عليه السلام لم ينج منهم إلاّ من دخل باب حطّة ، ولا نجا من أُمّة أهل الكهف غيرهم.
ولله القائل في آل محمّـد حيث يقول :
لم ينج بالكهف سوى عصبة |
|
فرّت عن الـدار وأربابهـا |
ولا نجا في يوم نـوح سوى |
|
سفينة الله وأصحابها |
ألم يكـن في المغرقين ابنه |
|
إذا غاب عن حوزة ركّابهـا |
وهل نجا بالسلـم إلاّ الأُولى |
|
رقـوا إلـى السلم بأسبابها |
أو أدرك الغفران من لم يلج |
|
بالأمس في الحطّة من بابها |
أُعيذكم بالله أن تجمحوا |
|
عن عترة الحقّ وأحزابها (١) |
وممّا يؤيّـد ما ذهبنا إليه في هذه الجملة :
ما رويناه عن أمير المؤمنين عليه السلام أنّه قال : «قال رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم : افترقت أُمّة أخي موسى على إحدى وسبعين فرقة ، كلّها في الهاوية إلاّ فرقة واحدة ، وافترقت أُمّة أخي عيسى على اثنين وسبعين فرقة ، كلّها في النار إلاّ فرقة واحدة ، وستفترق أُمّتي على ثلاث وسبعين فرقة ، كلّها في الهاوية إلاّ فرقة واحدة. ثمّ التفت إلى عليّ عليه السلام فقال : هم شيعتك وأنت إمامهم» (٢).
____________
(١) راجع : الغدير ٥ / ٦٦٠ ؛ وقد نسب العلاّمة الأميني قدس سره هذه الأبيات إلى أحد أئمّة الزيدية في الديار اليمنية ، ولم نعثر على قائلها.
(٢) الظاهر أنّها ليست رواية واحدة ، بل روايتان متداخلتان ، فالصدر يشير إلى رواية والذيل إلى أُخرى.
انظر الصدر في : الخصال : ٥٨٥ ح ١١ أبواب السبعين فما فوقها ، أُصول الكافي