فيقولون : نحن أهل كلمة التوحيد والتقوى ، نحن أُمّة محمّـد ، ونحن بقيّة أهل الحقّ ، حملنا كتاب ربّنا فأحللناه ، أحللنا حلاله وحرّمنا حرامه ، وأجـبنا ذرّيّة محمّـد صلّى الله عليه [وآله] وسلّم فنصرناهم في كلّ مانصرنا به أنفسنا ، وقاتلنا معهم ، وقتلنا من ناوأهم.
فأقول لهم : أبشروا ، فأنا نبيّكم محمّـد ، ولقد كنتم كما وصفتم. ثمّ أسقهم فيصدرون رواة» (١).
اللّهمّ إنّي أسألك أن تحشرنا في زمرتهم ، وتمنّ علينا بالكون في جملتهم.
وروينا عن النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم أنّه قال : «من سرّه أن يجـوز على الصراط كالريح العاصف ، ويلج الجنّة بغير حساب ، فليتولّ وليّي ووصيّي وصاحبي وخليفتي على أهلي : عليّ بن أبي طالب ، ومن سرّه (ألاّ يدخل الجنّة) (٢) فليترك ولايته ؛ فوعزّة ربّي وجلاله إنّه لباب الله الذي لا يؤتى إلاّ منه ، وإنّه الصـراط المستقيم ، وإنّه الذي يسأل الله عن ولايته يوم القيامة» (٣).
فيا أيّها الطالب النجاة! تأمّل ـ أرشدك الله ـ هذه الآثار العجيبة ، والفضائل الغريبة ؛ لعلّك ممّن وفى آل محمّـد حقّهم ، وسلّم لهم سبقهم ،
____________
(١) نسبه ابن نما الحلّي في مثير الأحزان : ١٩ ـ ٢٠ إلى عبـد الله بن يحيى ، ونسبه السـيّد ابن طاووس في الملهوف على قتلى الطفوف : ٩٤ ـ ٩٦ إلى رواة الحديث ، ولم يذكر الاسـم.
(٢) في المصادر : أن يلج النار.
(٣) الأمالي ـ للشيخ الصدوق ـ : ٣٦٣ ح ٤٤٧ ، شواهد التنزيل ١ / ٥٨ ح ٩٠ ، بشارة المصطفى : ٦٤ ح ٥١.