واعترف لهم بالزعامة ، وشهد لهم بما أوجبه الله ورسوله من الاِمامة ، ليفوز في القيامة ، وينجو من أهوال الطامّة ، فإنّك لا تجد لخصومهم مثل هذا أثراً والحـمد لله.
وما قصدت بما أوردته إلاّ المصلحة لمن بلغه من الحُِلاّل (١) ، والنُفاعة (٢) مع به لكافّة الاِخوان ، ففي الآثار لهادوا (٣) النصائح.
وعن النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم أنّه قال : «ما أهدى المسلم لأخيه المسلم أفضل من كلمة حكمة سمعها فانطوى عليها حتّى يؤدّيها كما سمعها ليردّه بها عن ردىً ، أو يدلّه على هدىً ، وأنّها لتعدل إحياء نفس ، (ومن أحياها فكأنّما أحيا الناس جميعاً) (٤)» (٥).
ولا شيء أعظم من نصيحة الدين ، ولا هديّة أكبر ممّا يكون به الفوز عند ربّ العالمين ، (من اهتدى فإنّما يهتدي لنفسه ومن ضلّ فإنّما يضلُّ عليها) (٦) ، (وما ربُّك بظلاّمٍ للعبيد) (٧).
____________
(١) الحُلاّل أو الحِلأل ، بضمّ الحاء وتشديد اللام في الأُولى ، وكسر الحاء وفتح اللام في الثانية : جماعة الحالِّ ، وهو في حِلَّة صدْقٍ ومحلَّة صدْقٍ ؛ راجع : المحيط في اللغة ٢ / ٣١٤.
وفي لسان العرب ١١ / ١٦٥ قال : الحِلأل بالكسر : القوم المقيمون المتجاورون ، يريد بهم : سكّان الحَرَم.
(٢) النفاعة : اسم ما انتفع به ؛ راجع : لسان العرب ٨ / ٣٥٩.
(٣) لم تكن العبارة واضحة وفي المخطوطة يوجد فراغ.
(٤) سورة المائدة ٥ : ٣٢.
(٥) ورد بتفاوت في الألفاظ كما في : جامع بيان العلم وفضله ١ / ٢٦١ ح ٣٢٣ ، الجامع الصغير ٢ / ٤٨٧ ح ٧٨٤٧.
(٦) سورة الاِسراء ١٧ : ١٥.
(٧) سورة فصّلت ٤١ : ٤٦.