وإلى ماذا يُدعى الآخرين؟ إلى الدين الذي قد أفسده الخلفاء؟!
ويشير الاِمام الصادق عليه السلام إلى هذه الحالة التي نخرت في داخل المسلمين والنظام الديني في صحيح أبي بكر الحضرمي : قال : قلت لأبي عبـد الله عليه السلام : أهل الشام شرّ أم أهل الروم؟
فقال : «إنّ الروم كفروا ولم يعادونا وإنّ أهل الشام كفروا وعادونا» (١).
يشير عليه السلام إلى كفر إبليس لعنه الله ؛ فكفره كان جحود خليفة الله آدم عليه السلام ، ولم يكن كفره بجحود الذات الاِلهية ، ولا بجحود المعاد ، ولابجحود شريعة الله تعالى ، فقد كان يتعبّد ..
وكذلك في موثّق سليمان بن خالد ، عن أبي عبـد الله عليه السلام : قال : «أهل الشام شرّ من أهل الروم ، وأهل المدينة شرّ من أهل مكّة ، وأهل مكّة يكفرون بالله جهرة» (٢) ..
قال في مرآة العقول : «ويحتمل أن يكون هذا الكلام في زمن بني أُميّة ، وأهل الشام ، من بني أُميّة وأتباعهم ، كانوا منافقين يظهرون الاِسلام ويبطنون الكفر ، والمنافقون شرّ من الكفّار وهم في الدرك الأسفل من النار ، وهم كانوا يسبّون أمير المؤمنين عليه السلام وهو الكفر بالله العظيم ، والنصارى لم يكونوا يفعلون ذلك.
ويحتمل أن يكون هذا مبنياً على أنّ المخالفين غير المستضعفين مطلقاً شرّ من سائر الكفّار ، كما يظهر من كثير الأخبار ، والتفاوت بين أهل تلك البلدان باعتبار اختلاف رسوخهم في مذهبهم الباطل ، أو على أنّ أكثر المخالفين في تلك الأزمنة كانوا نواصب منحرفين عن أهل البيت عليهم السلام ،
____________
(١) الكافي ٢ / كتاب : الاِيمان والكفر ـ باب : صنوف أهل الخلاف ح ٥.
(٢) الكافي ٢ / كتاب : الاِيمان والكفر ـ باب : صنوف أهل الخلاف ح ٣.