مرض) في أوساط المسلمين المؤمنين ، وهم ليسوا من الكفّار في العلن بل في باطنهم مرض ، وقد لاحق القرآن الكريم هذه الفئة وميّزها عن فئة المنافقين؛ إذ أنّ أهل النفاق لم يكونوا قد احترفوا الخفاء والسرية التامّة والدهاء الذي كانت تعتمده فئة (الّذين في قلوبهم مرض) في اختراق صفوف المسلمين ونظام الدين الجديد.
لاحق القرآن هذه الفئة إلى آخر حياة الرسول صلى الله عليه وآله ، وأشار إلى شبكة اتّصالاتهم مع الأطراف الأُخرى من الحزب القرشي والقبائل الأُخرى واليهود والنصارى : (يا أيُّها الّذين آمنوا لا تتّخذوا اليهودَ والنصارى أولياءَ ... فترى الّذين في قلوبهم مرضٌ يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تُصيبَنا دائرة) (١).
وفي بدر : (إذ يقولُ المنافقون والّذين في قلوبهم مرضٌ غَرّ هؤلاءِ دينُهم) (٢).
وفي الخندق والأحزاب : (وإذ يقول المنافقون والّذين في قلوبهم مرضٌ ما وعَدَنا اللهُ ورسولُه إلاّ غرُوراً) (٣).
وأنّهم كانوا على خلطة قريبة من أزواج النبيّ صلى الله عليه وآله : (يا نساءَ النبيّ لستُنّ كأحدٍ من النساء إن اتّقيْتُنّ فلا تخْضَعْنَ بالقول فيطمعَ الذي في قلبه مرض) (٤).
وأنّهم كانوا أهل جبن في الحروب : (فإذا أُنزلت سورة مُحكمة
____________
(١) سورة المائدة ٥ : ٥١ ـ ٥٢.
(٢) سورة الأنفال ٨ : ٤٩.
(٣) سورة الأحزاب ٣٣ : ١٢.
(٤) سورة الأحزاب ٣٣ : ٣٢.