وحظّهم من الفرار في غزوة أُحد والخندق وحنين وغيرها هو الحظّ الأوفر في مواطن عديدة (١).
____________
(١) منها : يوم أُحـد ، كما حكاه تعالى ، قال : (إذ تُصْعِدون ولا تلوون على أحَد والرسول يدعوكم في أُخراكم فأثابكم غمّاً بغَمّ) ـ سورة آل عمران ٣ : ١٥٣ ..
قال الطبري وابن الأثير : «وانتهت الهزيمة بجماعة المسلمين وفيهم عثمان بن عفّان وغيره إلى الأعوص ، فأقاموا بها ثلاثاً ثمّ أتوا النبيّ صلى الله عليه وآله فقال لهم حين رآهم : لقد ذهبتم فيها عريضة».
تاريخ الطبري ٢ / ٢٠٣ ، الكامل في التاريخ ٢ / ١١٠ ، السيرة الحلبية ٢ / ٢٢٧ ، البداية والنهاية ٤ / ٢٨ ، السيرة النبوية ـ لابن كثير ـ ٣ / ٥٥.
وذكر الطبري وابن الأثير : إنّ أنس بن النضر ـ وهو عمّ أنس بن مالك ـ انتهى إلى عمر وطلحة في رجال من المهاجرين قد ألقوا بأيديهم ، فقال : ما يحبسكم؟! قالوا : قتل النبيّ.
قال : فما تصنعون بالحياة بعده؟! موتوا على ما مات عليه النبيّ. ثمّ استقبل القوم فقاتل حتّى قتل.
(قالوا :) وسمع أنس بن النضر نفراً من المسلمين ـ الّذين فيهم عمر وطلحة ـ يقولون لمّا سمعوا أنّ النبيّ عليه السلام قُتل : ليت لنا من يأتي عبـد الله بن أبي سلول ليأخذ لنا أماناً من أبي سفيان قبل أن يقتلونا.
فقال لهم أنس : يا قوم! إن كان محمّـد قد قُتل فإنّ رب محمّـد لم يقتل ، فقاتلوا على ما قاتل عليه محمّـد ، اللّهمّ إنّي أعتذر إليك ممّا يقول هؤلاء وأبرء إليك ممّا جاء به هؤلاء. ثمّ قاتل حتّى استُشهد رضوان الله وبركاته عليه.
شرح نهج البلاغة ـ لابن أبي الحديد ـ ١٤ / ٢٧٦ وج ١٥ / ٢٠ ـ ٢٥ ، لباب الآداب : ١٧٩ ، حياة محمّـد صلى الله عليه وآله ـ لهيكل ـ : ٢٦٥ ، تفسير الرازي ٩ / ٦٧ ، الدرّ المنثور ٢ / ٨٠ ـ ٨٨ ، كنز العمّال ٢ / ٢٤٢ ، حياة الصحابة ٣ / ٤٩٧ ، المغازي ـ للواقدي ـ ٢ / ٦٠٩ ، الكامل في التاريخ ٢ / ١٠٨.
وفرار أبي بكر يوم أُحد ؛ عن عائشة : كان أبو بكر إذا ذكر يوم أُحد بكى.
شرح نهج البلاغة ـ لابن أبي الحديد ـ ١٥ / ٢٣ ـ ٢٤ ، الطبقات ـ لابن سعد ـ ٣ / ١٥٥ ، السيرة النبوية ـ لابن كثير ـ ٣ / ٥٨ ، تاريخ الخميس ١ / ٤٣١ ، البداية والنهاية ٤ / ٢٩ ، كنز العمّال ١٠ / ٢٦٨ ـ ٢٦٩ ، حياة الصحابة ١ / ٢٧٢ ، المستدرك