الْحُبُكِ) (١) نعت. قال الأخفش : الواحد حباك. وقال الكسائي والفراء (٢) : حباك وحبيكة. وجواب القسم (إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ) (٨) قال قتادة : في معنى مختلف منكم مصدّق بالقرآن ومكذب به. وقال ابن زيد : يقول بعضهم : هذا سحر ، ويقول بعضهم : شيئا أخر قولا مختلفا ففي أي شيء الحقّ.
(يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ) (٩)
قال (٣) الحسن يصرف عن الإيمان والقرآن من صرف ، وقيل : يصرف عن القول أي من أجله لأنهم كانوا يتلقّون الرجل إذا أراد الإيمان فيقولون له : سحر وكهانة فيصرف عن الإيمان.
(قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ) (١٠)
روى ابن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله جلّ وعزّ (قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ) (١٠) قال : يقول : لعن المرتابون ، وقال ابن زيد : يخترصون الكذب يقولون : شاعر وساحر وجاء بسحر ، وكاهن وكهانة وأساطير الأولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة وأصيلا فيخترصون الكذب.
(الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ ساهُونَ) (١١)
(الَّذِينَ) في موضع رفع نعت للخراصين ، وهي مبتدأ ، و (ساهُونَ) خبره والجملة في الصلة وفي غير القرآن يجوز نصب ساهين على الحال. و (فِي غَمْرَةٍ) أي في تغطية الباطل والجهل: ومنه : فلان غمر وماء غمر يغطّي من دخله ، ومنه الغمرة. قال ابن زيد : ساهون عن ما أنزله الله وعن أمره ونهيه.
(يَسْئَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ) (١٢)
عن ابن عباس : يقولون : متى يوم الحساب. وقرأ أبو عبد الرحمن السلمي إيان (٤) بكسر الهمزة وهي لغة.
(يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ) (١٣)
اختلف النحويون في نصب «يوم» فقال أبو إسحاق : موضعه نصب ، والمعنى يقع الجزاء يوم هم على النار يفتنون ، والنحويون غيره يقولون : يوم في موضع رفع على
__________________
(١) انظر البحر المحيط ٨ / ١٣٣.
(٢) انظر معاني الفراء ٣ / ٨٢.
(٣) انظر البحر المحيط ٨ / ١٣٤.
(٤) انظر مختصر ابن خالويه ١٤٥.