٥٦
شرح إعراب سورة الواقعة
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(إِذا وَقَعَتِ الْواقِعَةُ) (١)
(إِذا) في موضع نصب لأنها ظرف زمان ، والعامل فيها وقعت ؛ لأنها تشبه حروف الشرط ، وإنما يعمل فيها ما بعدها. وقد حكى سيبويه (١) : أن من العرب من يجزم بها ، قال : وشبهها بحروف الشرط متمكن قوي ، وذلك أنها تقلب الماضي إلى المستقبل وتحتاج إلى جواب غير أنه لا يجازى بها إلّا في الشعر. فأما مخالفتها حروف المجازاة فإن ما بعدها يكون محدّدا تقول : أجيئك إذا احمرّ البسر ولا يجوز هاهنا «أن» وكسرت التاء من «وقعت» لالتقاء الساكنين ، لأنها حرف فحكمها أن تكون ساكنة ، وروى ابن أبي طلحة عن ابن عباس قال : الواقعة والطامّة والصاخّة (٢) ونحو ذلك من أسماء القيامة عظمها الله جلّ وعزّ وحذّرها عباده ، وقال غيره : هي الصيحة وهي النفخة الأولى.
(لَيْسَ لِوَقْعَتِها كاذِبَةٌ) (٢)
اسم ليس وذكّرت كاذبة عند أكثر النحويين لأنها بمعنى الكذب أي ليس لوقعتها كذب. قال الفرّاء (٣) : مثل عاقبة وعافية.
(خافِضَةٌ رافِعَةٌ) (٣)
(خافِضَةٌ رافِعَةٌ) (٣) على إضمار مبتدأ ، والتقدير الواقعة خافضة رافعة ، وقرأ اليزيدي (خافِضَةٌ رافِعَةٌ) (٤) بالنصب. وهذه القراءة شاذة متروكة من غير جهة منها أنّ
__________________
(١) انظر الكتاب ٣ / ٦٧.
(٢) انظر الطبري ٢٧ / ٩٦ ، وزاد المسير ٨ / ١٣٠.
(٣) انظر معاني الفراء ٣ / ١٢١.
(٤) انظر البحر المحيط ٨ / ٢٠٣ (وهي قراءة زيد بن علي وعيسى وأبي حيوة وابن أبي عبلة وابن مقسم والزعفراني أيضا).