(٦١)
شرح إعراب سورة الصف
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(سَبَّحَ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (١)
قال أبو جعفر : قوله (سَبَّحَ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ) أي أذعن له وانقاد ما أراد جلّ وعزّ فهذا داخل فيه كل شيء ؛ لأن ما عامة في كلام العرب. (وَهُوَ الْعَزِيزُ) في انتقامه ممن عصاه. (الْحَكِيمُ) في تدبيره.
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ ما لا تَفْعَلُونَ) (٢)
(لِمَ) الأصل لما حذف الألف لاتصال الكلمة بما قبلها وأنه استفهام.
(كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللهِ أَنْ تَقُولُوا ما لا تَفْعَلُونَ) (٣)
نصبت (مَقْتاً) على البيان والفاعل مضمر في كبر أي كبر ذلك القول (أَنْ تَقُولُوا ما لا تَفْعَلُونَ) «أن» في موضع رفع بالابتداء أو على إضمار مبتدأ والذي يخرج من هذا ألّا يقول أحد شيئا إلا ما يعتقد أن يفعله ، ويقول : إن شاء الله لئلا يخترم دونه.
(إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ) (٤)
والمحبة منه جلّ وعزّ قبول العلم والإثابة عليه. (صَفًّا) في موضع الحال قيل : فدلّ بهذا على أن القتال في سبيل الله جلّ وعزّ والإنسان راجلا أفضل منه راكبا. (كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ) أي قد أحكم وأتقن فليس فيه شيء يزيد على شيء ، وقيل : مرصوص مبني بالرصاص.
(وَإِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ يا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زاغُوا أَزاغَ اللهُ قُلُوبَهُمْ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ) (٥)
(وَإِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ) أي واذكر. (يا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي) نداء مضاف وحذفت