(ما يُجادِلُ فِي آياتِ اللهِ إِلاَّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَلا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلادِ) (٤)
(ما يُجادِلُ فِي آياتِ اللهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا) مجاز أي في دفع آيات الله جلّ وعزّ. (فَلا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلادِ) قال أبو العباس : أي تصرّفهم ، كما يقال : فلان يتقلب في ماله.
(كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَالْأَحْزابُ مِنْ بَعْدِهِمْ وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجادَلُوا بِالْباطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كانَ عِقابِ) (٥)
(كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ) على تأنيث الجماعة أي كذّبت الرسل. قال أبو العباس : (لِيُدْحِضُوا) ليزيلوا. ومنه مكان دحض أي مزلقة.
(وَكَذلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ أَصْحابُ النَّارِ) (٦)
قال (وَكَذلِكَ حَقَّتْ) وجبت ولزمت ؛ لأنه مأخوذ من الحقّ لأنه اللازم. (أَنَّهُمْ) قال الأخفش : أي لأنهم وبأنهم. قال أبو إسحاق : ويجوز «إنّهم» بكسر الهمزة (أَصْحابُ النَّارِ) المعذبون بها.
(الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذابَ الْجَحِيمِ) (٧)
اتّصل هذا بذكر الكفار لأن المعنى ـ والله أعلم ـ الذين يحملون العرش ومن حوله ينزّهون الله جلّ وعزّ عمّا يقوله الكفار. (وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا) وقد غفر لهم لأن الله جلّ وعزّ يحبّ ذلك فهم مطيعون لله جلّ وعزّ بذلك (رَبَّنا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً) منصوبان على البيان. (فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ) ولا يجوز إدغام الراء في اللام لأن في الراء تكريرا.
(رَبَّنا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبائِهِمْ وَأَزْواجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (٨)
(مَنْ) في موضع نصب معطوف على الهاء والميم التي في (وَعَدْتَهُمْ) ، أو على الهاء والميم في (أَدْخِلْهُمْ).
(وَقِهِمُ السَّيِّئاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (٩)
سمّى العقاب سيئات مجازا لأنه عقاب على السيئات.
(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنادَوْنَ لَمَقْتُ اللهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى