(يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذلِكَ يَوْمُ التَّغابُنِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللهِ وَيَعْمَلْ صالِحاً يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (٩)
(يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ) العامل في يوم لتنبّؤنّ والضمير الذي في يجمعكم يعود على اسم الله ، ولا يجوز أن يعود على اليوم لو قلت : جئت يوم يوافقك ، لم يجز ، لا يضاف اليوم إلى فعل يعود عليه منه ضمير لعلّة ليس هذا موضع ذكرها (ذلِكَ يَوْمُ التَّغابُنِ) مبتدأ وخبره ، ويجوز في غير القرآن نصب يوم على الظرف (وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللهِ وَيَعْمَلْ صالِحاً) معطوف ، ويجوز رفع ويعمل على أنه في موضع الحال (يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئاتِهِ) أي نمحو عنه سيّئاته (وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها) نصب على الحال (أَبَداً) على الظرف (ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) مبتدأ وخبره والفوز النجاء.
(وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ خالِدِينَ فِيها وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) (١٠)
(وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا) أي بدلائلنا وحججنا وأي كتابنا (وَالَّذِينَ) رفع بالابتداء (أُولئِكَ) مبتدأ ثان (أَصْحابُ النَّارِ) خبر الثاني والجملة خبر الذين (خالِدِينَ فِيها) على الحال (وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) رفع ببئس المصير مصيرهم إلى النار.
(ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (١١)
(ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ) ما هاهنا نفي لا موضع له من الإعراب (وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللهِ يَهْدِ قَلْبَهُ) وقراءة عكرمة (يَهْدِ قَلْبَهُ) (١) بفتح الدال ورفع قلبه على أن الأصل فيه يهدى قلبه أي يسكّن فأبدل من الهمزة ألفا ثمّ حذفها للجزم ، كما قال : [الطويل]
٤٩٤ ـ سريعا وإلّا يبد بالظّلم يظلم
(وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) أي بما كان وبما هو كائن. (٢)
(وَأَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّما عَلى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ) (١٢)
(وَأَطِيعُوا اللهَ) أي فيما أمركم به ونهاكم عنه (الرَّسُولَ) عطف (فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ) أي أدبرتم واستكبرتم عن طاعته وعصيتموه (فَإِنَّما عَلى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ) أي أن يبلّغ والمحاسبة والعقوبة إلى الله جلّ وعزّ.
(اللهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) (١٣)
__________________
(١) انظر البحر المحيط ٨ / ٢٧٥.
(٢) مرّ الشاهد رقم (١٦).