(فَاخْتَلَفَ الْأَحْزابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ عَذابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ) (٦٥)
(فَاخْتَلَفَ الْأَحْزابُ مِنْ بَيْنِهِمْ) قال أبو إسحاق : الأحزاب اليهود والنصارى.
(الْأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ) (٦٧)
(الْأَخِلَّاءُ) جمع خليل ولم يقل فيه فعلاء كراهة التضعيف (بَعْضُهُمْ) على البدل من الأخلاء ، ويجوز أن يكون مرفوعا بالابتداء (لِبَعْضٍ عَدُوٌّ) الخبر. وروى ابن أبي طلحة عن ابن عباس (الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ) (٦٧) قال : فكلّ خلّة فهي عداوة يوم القيامة إلّا خلّة المتقين (إِلَّا الْمُتَّقِينَ) نصب على الاستثناء من موجب.
(يا عِبادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ) (٦٨)
من حذف الياء ، وهو أكثر في كلام العرب قال : النداء موضع حذف ومن أثبتها قال : هي اسم في موضع خفض فأثبتّها كما أثبت المظهر.
(الَّذِينَ آمَنُوا بِآياتِنا وَكانُوا مُسْلِمِينَ) (٦٩)
(الَّذِينَ آمَنُوا بِآياتِنا وَكانُوا) في موضع نصب على النعت لعبادي ، ويدلّك على أنه نعت له. وتبيين ما رواه ميمون بن مهران عن ابن عباس قال : بينما الناس في الموقف إذ خرج مناد من الحجب فنادى (يا عِبادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ) ففرحت الأمم كلّها ، وقالت نحن عباد الله كلنا فخرج ثانية فنادى (الَّذِينَ آمَنُوا بِآياتِنا وَكانُوا مُسْلِمِينَ) فيئست الأمم كلّها إلا أمة محمد صلىاللهعليهوسلم ومن كان مسلما.
(ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْواجُكُمْ تُحْبَرُونَ) (٧٠)
(ادْخُلُوا الْجَنَّةَ) أي يقال لهم ذلك (أَنْتُمْ وَأَزْواجُكُمْ) عطف على المضمر في ادخلوا «وأنتم» توكيد (تُحْبَرُونَ) في موضع نصب على الحال. وعن ابن عباس «تحبرون» تكرمون.
(يُطافُ عَلَيْهِمْ بِصِحافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوابٍ وَفِيها ما تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيها خالِدُونَ) (٧١)
(يُطافُ عَلَيْهِمْ بِصِحافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوابٍ) وحكي في الجمع كوبة وكيبان ويجوز كياب (وَفِيها ما تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ) (١) هذه قراءة أهل المدينة وأهل الشام ، وكذا في
__________________
(١) انظر تيسير الداني ١٦٠ ، وكتاب السبعة لابن مجاهد ٥٨٨.