قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا الرِّبَوا) قال أهل التفسير : هذه الآية نزلت في ربا الجاهلية. قال سعيد بن جبير : كان الرجل يكون له على الرجل المال ، فإذا حل الأجل ، فيقول : أخر عنّي ، وأزيدك على مالك ، فتلك الأضعاف المضاعفة.
(وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ (١٣١))
قوله تعالى : (وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ) قال ابن عباس : هذا تهديد للمؤمنين ، لئلّا يستحلّوا الرّبا. قال الزجّاج : والمعنى : اتّقوا أن تحلّوا ما حرّم الله فتكفّروا.
(وَأَطِيعُوا اللهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (١٣٢) وَسارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (١٣٣))
قوله تعالى : (وَسارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ) كلّهم أثبت الواو في (وَسارِعُوا) إلا نافعا ، وابن عامر ، فإنّهما لم يذكراها. وقال أبو عليّ : وكذلك هي في مصاحف أهل المدينة والشّام ، فمن قرأ بالواو ، عطف (وَسارِعُوا) على (وَأَطِيعُوا) ومن حذفها ، فلأنّ الجملة الثانية ملتبسة بالأولى ، فاستغنت عن العطف. ومعنى الآية : بادروا إلى ما يوجب المغفرة. وفي المراد بموجب المغفرة هاهنا عشرة أقوال : أحدها : أنه الإخلاص ، قاله عثمان بن عفّان رضي الله عنه. والثاني : أداء الفرائض ، قاله عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه. والثالث : الإسلام ، قاله ابن عباس. والرابع : التّكبيرة الأولى من الصّلاة ، قاله أنس بن مالك. والخامس : الطّاعة ، قاله سعيد بن جبير. والسادس : التّوبة ، قاله عكرمة. والسابع : الهجرة ، قاله أبو العالية. والثامن : الجهاد ، قاله الضّحّاك. والتاسع : الصّلوات الخمس ، قاله يمان.
والعاشر : الأعمال الصّالحة ، قاله مقاتل. قوله تعالى : (وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالْأَرْضُ) قال ابن قتيبة : أراد بالعرض السّعة ، ولم يرد العرض الذي يخالف الطّول ، والعرب تقول : بلاد عريضة ، أي : واسعة.
(٢١٢) وقال النبيّ صلىاللهعليهوسلم للمنهزمين يوم أحد : «لقد ذهبتم فيها عريضة».
قال الشاعر (١) :
كأنّ بلاد الله وهي عريضة |
|
على الخائف المطلوب كفّة حابل |
قال : وأصل هذا من العرض الذي هو خلاف الطّول ، وإذا عرض الشيء اتّسع ، وإذا لم يعرض ضاق ودقّ. وقال سعيد بن جبير : لو ألصق بعضهنّ إلى بعض كانت الجنّة في عرضهنّ.
____________________________________
(٢١٢) ضعيف. أخرجه الطبري ٨١٠٢ عن ابن إسحاق به ، وهذا مرسل بل معضل ، فهو ضعيف. وأخرجه ابن المنذر عن ابن إسحاق كما في «الدر» ٢ / ١٥٧.
__________________
(١) في «اللسان» مادة ـ كفف ـ قال ابن بري : شاهد كفة الحابل قول الشاعر ولم ينسبه لأحد.
وكفة حابل : ما يصاد به الظباء ، يجعل كالطوق. والحابل : الصائد ، وكفته : حبالته التي يصيد بها.