إن المروءة ـ قبل الدّين ـ تقضى بأن يخفّ أهل النجدة والنخوة ، إلى استنفاذ هؤلاء المستضعفين ، الذين تسلطت عليهم الذئاب ، وعلقت بهم شباك الضّالين الظالمين ..
فكيف إذا كان هؤلاء الضعاف المستضعفون ، إنما يلقون ما يلقون من عنت وإرهاق ، لأنهم آمنوا بالله ، واستجابوا لرسول الله؟
إن كل مسلم مطالب ـ ديانة ومروءة ـ أن يجاهد لخلاصهم ، وأن يستشهد فى سبيل الحق الذي استمسكوا به ، وأوذوا بسببه ، فهم ـ والأمر كذلك ـ فى الجبهة المقاتلة مع المؤمنين ، ولزام على كل مؤمن أن يدفع الضرّ عنهم ، وأن يردّ يد البغي المتسلطة عليهم ..
وفى قوله تعالى : (وَاجْعَلْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيراً) إشارة مضيئة ، تكشف عن جماعة المجاهدين الذين ندبهم الله لاستنفاذ هؤلاء المستضعفين .. إن هؤلاء المجاهدين هم جند الله الذين بعثهم من لدنه ، ليكونوا أولياء ونصراء لهؤلاء الضعفاء .. إنهم استجابة لدعوة هؤلاء المظلومين ، حين وجهوا وجوههم إلى الله ضارعين قائلين : (رَبَّنا أَخْرِجْنا مِنْ هذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُها وَاجْعَلْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيراً).
____________________________________
الآية : (٧٦)
(الَّذِينَ آمَنُوا يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقاتِلُوا أَوْلِياءَ الشَّيْطانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطانِ كانَ ضَعِيفاً) (٧٦)
____________________________________
التفسير : وإذ ندب الله سبحانه من عباده من يتولّون الدفاع عن المستضعفين ، ويجاهدون فى سبيل الله من أجل خلاصهم من يد البغي والعدوان ، وإذ استجاب