عائد الشفاعة الحسنة «نصيبا» وسمى عائد الشفاعة السيئة «كفلا».
فما السرّ فى هذا؟
نقول ـ والله أعلم ـ إن عائد الشفاعة الحسنة هو خير وبركة ، يصيب صاحبها ، وأنه إذ يقدّمها إحسانا وبرّا ، فإن له من هذا البرّ والإحسان نصيبا.
وكذلك صاحب الشفاعة السيئة ، إنه إذ يقدم الشرّ والسوء ، سيجنى من ثمر ما زرع شرّا وسوءا!
والتعبير عن عائد الخير بالنصيب هو التعبير المطلوب لغة وواقعا ، لأن النصيب هنا ، فى اللغة : الحظ والقدر المتاح للإنسان من أي شىء ، خيرا ، كان أو شرا.
وقد عدل القرآن عن استعمال كلمة «النصيب ، فى عائد الشفاعة السيئة هنا ، إلى كلمة «كفل» التي تأتى بمعنى الضامن ، والكفيل ، الذي يضمن المدين الغارم ، ويكفل الوفاء بالدّين ، إذا عجز المدين عنه.
فالشفاعة السيئة دين ثقيل ، يستنفد كل ما يملك صاحب هذه الشفاعة من خير ، وهو والحال كذلك فى حاجة إلى ضامن أو كفيل .. ولا ضامن أو كفيل يجرؤ على كفالة هذا المفلس وضماته .. وإذ كان لا بد من ضامن أو كفيل ، فكافله وضامنه ، هو عائد هذا الشر الذي غرس .. فإذا طولب بقضاء دينه وهو مفلس عاجز عن قضائه ، أخذ هذا العائد وفاء لبعض ما عليه ، وإذا هو شر إلى شرّ ، وبلاء إلى بلاء!!
____________________________________
الآية : (٨٦ ـ ٨٧)
(وَإِذا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْها أَوْ رُدُّوها إِنَّ اللهَ كانَ عَلى