وفى قوله تعالى : (وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللهِ) إشارة إلى أن هذا الأجر ـ أجر المجاهد ـ لا يفوته أبدا ، ولا يخطئه أبدا ، لأنه أجر مضاف إلى الله ، بالوعد الذي وعده سبحانه للمجاهدين ، ولن يخلف الله وعده!
____________________________________
الآية : (١٠١)
(وَإِذا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنَّ الْكافِرِينَ كانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُبِيناً) (٩٨)
____________________________________
التفسير : الضرب فى الأرض هو السعى فيها بعزم وقوة ، سواء أكان للجهاد فى سبيل الله ، أم للسعى فى طلب الرزق.
والمراد بالضرب فى الأرض هنا هو الجهاد فى سبيل الله ، حيث قيّد القصر من الصلاة. بالخوف من العدوّ ؛ (إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا ..)
وقد أذن الله للمجاهدين فى سبيل الله من الرخص ما لم يأذن به لغير المجاهدين .. إذ كان الجهاد عبءا لا يحتمل المجاهد فوقه كثيرا من الأعباء ، وإلّا ضعف ، وعجز ، عن أداء المطلوب منه فى هذا المطن ، الذي يقف فيه المجاهد مواجها للموت ، فى غير خوف أو مبالاة ..
ولهذا جاء قوله تعالى :
(وَإِذا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا) .. جاء قوله تعالى هنا مبيحا للمجاهدين فى سبيل الله أن يقصروا من الصّلاة ، إذا رأوا أنهم (م ٥٦ ـ التفسير القرآنى ج ٥)