تنظيمها ، وتوضيح معالمها ، وحمايتها من الأمراض الوافدة عليها ، والبدع الملتصقة بها .. بل إن فى كثير من أجناس الحيوان والطير ما يعقد صلته على حياة دائمة متصلة بين الذكر والأنثى ، حتى لا يفرقهما إلا الموت ، وحتى ليموت أحدهما أسى وحسرة بعد موت رفيقه ، وشريك حياته ، فلا تهنؤه حياة من بعده!
وبعد ..
فهل كان عمر بن الخطاب رضى الله عنه ـ هو الذي عارض شريعة الله وحرم ما أحلّ الله من متعة؟
ولا نجد ردّا على هذا أبلغ مما ذكره الفخر الرازي فى تفسيره!
يقول الرازي : «ذكر ـ أي عمر ـ هذا الكلام (أي ما قاله فى تحريم المتعة) فى خطبة ، فى مجمع الصحابة ، وما أنكر عليه أحد .. فالحال هنا لا يخلو. إمّا أن يقال إنهم كانوا عالمين بحرمة المتعة فسكتوا ، أو كانوا عالمين بأنها مباحة ، ولكنهم سكتوا على سبيل المداهنة ، أو ما عرفوا بإباحتها ولا حرمتها فسكتوا لكونهم متوقّفين فى ذلك .. والأول ـ وهو علمهم بحرمة المتعة وسكوتهم ـ هو المطلوب ، والثاني ـ وهو علمهم بإباحة المتعة وسكوتهم عن عمر ـ يوجب تكفير عمر ، وتكفير الصحابة ، لأن من علم أن النبىّصلىاللهعليهوسلم حكم بإباحة المتعة ، ثم قال : إنها محرمة محظورة ، من غير نسخ ، فهو كافر بالله ، ومن صدقه عليه ، مع علمه بكونه مخطئا كافرا ، كان كافرا أيضا ، وهذا يقتضى تكفير الأمة. وهو على ضدّ قوله تعالى : (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ) ..
والثالث : وهو أنهم ما كانوا عالمين بكون المتعة مباحة أو محظورة ، فلهذا سكتوا ، فهذا أيضا باطل ، لأن المتعة بتقدير كونها مباحة تكون كالنكاح. واحتياج الناس إلى معرفة الحال فى كل واحد منهما ، عامة فى حق الكل ،