قائمة الکتاب
آدم .. مادة خلقه ... وجنّته
٥٩
إعدادات
التّفسير القرآني للقرآن [ ج ٣ ]
التّفسير القرآني للقرآن [ ج ٣ ]
تحمیل
أَوْ جاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّساءَ فَلَمْ تَجِدُوا ماءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً ..)
وينفرد هذا المقطع : (أَوْ جاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغائِطِ) بأنه حديث عن الغائب المفرد .. ولو جاء على نسق النظم فى الآية كلها لجاء هكذا : «أو جئتم من الغائط».
فما سرّ هذا؟
وأكاد أنصرف عن بيان هذا السرّ ، الذي يكاد لا يكون سرّا ، بعد أن يواجهه المقطع المعدول عنه ، والذي كان من المتوقع أن يحلّ محلّه .. هكذا :
(أَوْ جاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغائِطِ) .. «أو جئتم من الغائط».
ولكن لا بأس من أن نكشف هذا السرّ بعد أن انكشف ، إذ لا تزال وراءه أسرار كثيرة لم تنكشف لنا ، ولعلها تنكشف لمن يطلبها ويمعن النظر فيها ..
ففى قوله تعالى : (أَوْ جاءَ أَحَدٌ) تنكير وإخفاء وستر لهذا الذي جاء من الغائط ، بعد أن كان عريانا ، يباشر عملا يحبّ أن يستره ولا يطلع أحد عليه.
ثم هو من جهة أخرى احترام لحياء المخاطبين ، حتى لكأنهم لا يفعلون هذا الفعل الذي هو ضرورة ملزمة لكل حىّ .. والذي هو عمل يأتيه كلّ إنسان .. ولكنه أدب الحديث ، الذي يؤدّبنا الله سبحانه وتعالى به ، ويطلعنا من كلماته على ما لم تعرف الحياة فى أعلى مستوياتها من أدب كهذا الأدب السماوي الكريم!
____________________________________
الآيات : (٤٤ ـ ٤٦)
(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ يَشْتَرُونَ الضَّلالَةَ