إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

التّفسير القرآني للقرآن [ ج ٣ ]

68/424
*

أَوْ جاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّساءَ فَلَمْ تَجِدُوا ماءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً ..)

وينفرد هذا المقطع : (أَوْ جاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغائِطِ) بأنه حديث عن الغائب المفرد .. ولو جاء على نسق النظم فى الآية كلها لجاء هكذا : «أو جئتم من الغائط».

فما سرّ هذا؟

وأكاد أنصرف عن بيان هذا السرّ ، الذي يكاد لا يكون سرّا ، بعد أن يواجهه المقطع المعدول عنه ، والذي كان من المتوقع أن يحلّ محلّه .. هكذا :

(أَوْ جاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغائِطِ) .. «أو جئتم من الغائط».

ولكن لا بأس من أن نكشف هذا السرّ بعد أن انكشف ، إذ لا تزال وراءه أسرار كثيرة لم تنكشف لنا ، ولعلها تنكشف لمن يطلبها ويمعن النظر فيها ..

ففى قوله تعالى : (أَوْ جاءَ أَحَدٌ) تنكير وإخفاء وستر لهذا الذي جاء من الغائط ، بعد أن كان عريانا ، يباشر عملا يحبّ أن يستره ولا يطلع أحد عليه.

ثم هو من جهة أخرى احترام لحياء المخاطبين ، حتى لكأنهم لا يفعلون هذا الفعل الذي هو ضرورة ملزمة لكل حىّ .. والذي هو عمل يأتيه كلّ إنسان .. ولكنه أدب الحديث ، الذي يؤدّبنا الله سبحانه وتعالى به ، ويطلعنا من كلماته على ما لم تعرف الحياة فى أعلى مستوياتها من أدب كهذا الأدب السماوي الكريم!

____________________________________

الآيات : (٤٤ ـ ٤٦)

(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ يَشْتَرُونَ الضَّلالَةَ