الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً (٥٤) فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ وَكَفى بِجَهَنَّمَ سَعِيراً (٥٥) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِنا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ ناراً كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَيْرَها لِيَذُوقُوا الْعَذابَ إِنَّ اللهَ كانَ عَزِيزاً حَكِيماً (٥٦) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً لَهُمْ فِيها أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلاًّ ظَلِيلاً) (٥٧)
____________________________________
التفسير : فضيحة أخرى من فضائح اليهود ، ومخزاة إلى ما عرف من مخازيهم ، التي يرى منها الناس ما يثير العجب والدّهش ، وما يحمل على السخط عليهم ، واللعنة لهم ..
إنهم وهم أهل كتاب ، إن يكن قد فاتهم الخير الكثير الذي كان فى هذا الكتاب ، فإن بين أيديهم أثارة منه ، تجعلهم أقرب إلى المؤمنين ، وأعرف بما جاء به محمد من عند ربّه ، وأنه إذا أنكره المشركون وكذبوا به ، لم يكن لليهود ـ أهل الكتاب ـ أن يقفوا هذا الموقف اللئيم منه!
والعجب هنا ، أن اليهود لم يقفوا عند هذا الحدّ من الضلال ، والعناد ، والمكابرة فى وجه الحق ، بل انحدروا إلى حضيض السفاهات والضلالات ، فآمنوا بالجبت والطاغوت ، واتبعوا ما تمليه عليهم أهواؤهم من أباطيل وخرافات ..
والجبت : هو الهوى الذي يفيض من عقل مظلم ووجدان سقيم ..
والطاغوت : هو الهوى الذي يمليه ذكاء خبيث ، وشيطان مريد ..
فالقوم عبدة هذا الهوى ، الجامع بين تلك الأخلاط. من البلادة والذكاء ،