إِلاَّ عَلى رَبِّ الْعالَمِينَ (١٨٠) أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ (١٨١) وَزِنُوا بِالْقِسْطاسِ الْمُسْتَقِيمِ (١٨٢) وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْياءَهُمْ وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ(١٨٣) وَاتَّقُوا الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالْجِبِلَّةَ الْأَوَّلِينَ (١٨٤) قالُوا إِنَّما أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ(١٨٥) وَما أَنْتَ إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُنا وَإِنْ نَظُنُّكَ لَمِنَ الْكاذِبِينَ (١٨٦) فَأَسْقِطْ عَلَيْنا كِسَفاً مِنَ السَّماءِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (١٨٧) قالَ رَبِّي أَعْلَمُ بِما تَعْمَلُونَ (١٨٨) فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كانَ عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (١٨٩) إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ(١٩٠) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ)(١٩١)
____________________________________
التفسير :
والداء الذي تمكّن من قوم شعيب ، وتسلط على سلوكهم في الحياة ، إلى جانب الداء الغليظ ، وهو الكفر ـ هذا الداء ، هو التلاعب بالمكاييل والموازين ، والتعدّى على حقوق الغير بهذه السرقة الخفية ، وخيانة الأمانة في الكيل والوزن ..
ومع من هذا العدوان؟ إنه مع بعضهم .. فكل منهم يخون صاحبه .. فهذا يخسر الكيل وينقص الميزان مع غيره إذا كال له ، أو وزن .. ثم هو يلقى نفس العمل إذا كيل له أو وزن له .. إنه يسرق ، ويسرق .. وتلك حال لا ينتظم بها أمر مجتمع ، ولا تقوم عليها صلة مودة ، وإخاء ، بين الناس والناس .. فكل منهم على اتهام لكل الناس ، وعلى عداوة لكل من يتعامل معه .. آخذا أو معطيا.