فجاء قوله تعالى : (قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ ناراً فَإِذا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ .. بَلى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ) (٧٩ ـ ٨١ : يس).
فكان ذلك ردّا على هذا المثل الذي ضربوه ، وإبطالا له ، وإطفاء لنار الفتنة المنطلقة منه ، قبل أن يعظم لهيبها ، ويشتدّ ضرامها.
قوله تعالى :
(الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلى وُجُوهِهِمْ إِلى جَهَنَّمَ أُوْلئِكَ شَرٌّ مَكاناً وَأَضَلُّ سَبِيلاً) ..
(الَّذِينَ) بدل من الضمير في قوله تعالى في الآية السابقة : (وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ) .. «فهؤلاء الذين يضربون الأمثال للنبيّ الكريم ، يجادلونه بها ، ويشوّشون على دعوته ، ويثيرون الشكوك والريب عند صغار الأحلام ومرضى القلوب ـ هؤلاء الذين يجيئون تلك الأمثال ، هم الذين يحشرون على وجوههم إلى جهنم ، وهم شر الناس مكانا في هذه الحياة الدنيا ، وأضلهم سبيلا ، إذ عزلوا عن طريق الحق ، وركبوا طرق الغواية والضلال .. وحشرهم على وجوههم ، هو تنكيل بهم ، وامتهان لهم ، حيث يعاملون معاملة الحيوانات الميتة ،؟؟؟ من أرجلها ، ويلقى بها في مكان بعيد .. وفي هذا يقول الله تعالى في هؤلاء الظالمين : (يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ) (٤٨ : القمر)
____________________________________
الآيات : (٣٥ ـ ٤٤)
(وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ وَجَعَلْنا مَعَهُ أَخاهُ هارُونَ وَزِيراً (٣٥) فَقُلْنَا اذْهَبا إِلَى الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا فَدَمَّرْناهُمْ تَدْمِيراً (٣٦)