ترى ولا تعقل ، فلم يك ينفعهم هذا النظر شيئا .. كما يقول سبحانه وتعالى : (وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْها وَهُمْ عَنْها مُعْرِضُونَ) (١٠٥ : يوسف).
وفي قوله تعالى : (بَلْ كانُوا لا يَرْجُونَ نُشُوراً) إضراب عن الاستفهام فى قوله تعالى: (أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَها) ـ والمعنى ، أنهم كانوا يرون هذه القرية بأعينهم ، ولكنهم كانوا لا يرجون نشورا ، ولا يتوقعون حياة بعد الموت .. وتلك هي علّتهم في حجب الرؤية النافذة إلى مواقع العبرة في قلوبهم ، من تلك القرية .. إنهم ينظرون إليها ويرون مصارع أهلها ، ولم يرد على خاطرهم ، ما وراء هذا البلاء الذي نزل بهؤلاء القوم؟ ، إذ كانوا لا يرون أن وراء هذا شيئا آخر .. ولو أنهم كانوا يؤمنون بالبعث ، وبالحياة الآخرة ، لتمثل لهم العذاب الذي ينتظر هؤلاء الذين ضمّهم الثرى ، وأصبحوا ترابا .. وإذن لها لهم الأمر ، واستولى عليهم الفزع ، ولطلبوا لأنفسهم النجاة من أن يصيروا إلى هذا المصير ، الذي ينتهى إليه كل متكبر جبار ، لا يؤمن بالله ، ولا باليوم الآخر ..
قوله تعالى :
(وَإِذا رَأَوْكَ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُواً .. أَهذَا الَّذِي بَعَثَ اللهُ رَسُولاً إِنْ كادَ لَيُضِلُّنا عَنْ آلِهَتِنا لَوْ لا أَنْ صَبَرْنا عَلَيْها ..)
إنه لقاء مع المشركين ، بعد أن وقفوا على مصارع القوم الظالمين ، وما سيلقونه من عذاب أليم ، يوم البعث والجزاء ..
وفي هذا اللقاء يستمع المشركون إلى مقولاتهم المنكرة ، التي يقولونها فى رسولهم ، الذي جاء ليستنقذهم من مصير كهذا المصير ، الذي رأوه في أصحاب