مُسْلِمُونَ (٨١) وَإِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كانُوا بِآياتِنا لا يُوقِنُونَ (٨٢) وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآياتِنا فَهُمْ يُوزَعُونَ (٨٣) حَتَّى إِذا جاؤُ قالَ أَكَذَّبْتُمْ بِآياتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِها عِلْماً أَمَّا ذا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٨٤) وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ بِما ظَلَمُوا فَهُمْ لا يَنْطِقُونَ)(٨٥)
____________________________________
التفسير :
قوله تعالى :
(فَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ ، إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ).
هو تثبيت لقلب النبيّ صلىاللهعليهوآله ، وتوثيق للصلة التي بينه وبين الكتاب المنزل عليه ، وأن ما يلقى به اليهود إلى المشركين من تلبيسات ، يحاجّون بها النبيّ ، ويدخلون بها الشك في قلوب الضعفاء ـ لا ينبغى أن يلتفت إليه النبيّ ، ولا أن يعطيه شيئا من التوقير والاحترام ـ على اعتبار أن ذلك من واردات الكتاب السماويّ الذي في أيدى اليهود .. فهذا الكتاب قد عبث به اليهود ، وغيّروا معالمه ، وقد جاء القرآن الكريم بالحق المبين ، الذي يكشف مفتريات القوم ، ويفضح أكاذيبهم : (إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلى بَنِي إِسْرائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ).
وإذن فليمض النبيّ في طريقه ، متوكّلا على ربّه ، غير ملتفت إلى تلك المقولات التي في أيدى اليهود ، أو على ألسنة المشركين الذين أخذوها عنهم .. فهو على هدى وبصيرة من ربّه ، وعلى صراط مستقيم بهذا الكتاب الذي بين يديه .. وليس عليه من أمر هؤلاء المعاندين المخالفين شىء ..