وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّياحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً طَهُوراً (٤٨) لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنا أَنْعاماً وَأَناسِيَّ كَثِيراً (٤٩) وَلَقَدْ صَرَّفْناهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُوراً (٥٠) وَلَوْ شِئْنا لَبَعَثْنا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيراً (٥١) فَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ وَجاهِدْهُمْ بِهِ جِهاداً كَبِيراً)(٥٢)
____________________________________
التفسير :
قوله تعالى :
(أَلَمْ تَرَ إِلى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شاءَ لَجَعَلَهُ ساكِناً ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلاً ثُمَّ قَبَضْناهُ إِلَيْنا قَبْضاً يَسِيراً)
مناسبة هذه الآيات لما قبلها ، هى أن الآيات السابقة ، تحدثت عن الضالين ، الذين لهم أعين لا يبصرون بها ، ولهم آذان لا يسمعون بها ، وكل ما لهم ، هو هوّى مطاع متسلط عليهم ، مستبد بهم ، لا يملكون معه نظرا عاقلا ، أو سمعا واعيا ..
وهنا في هذه الآيات ، عرض لصورة كريمة ، للإنسان الذي يرى فيعتبر ، ويسمع فيعقل ، ثم ينتفع بما عقل.
والخطاب ، وإن كان للنبيّ ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ فإنه خطاب عام لكل من يستجيب لهذا النداء العلويّ ، ويلقاه بقلب سليم ، ونظر مستقيم.
والاستفهام ، إنما يراد به الأمر بالنظر في هذه الظاهرة ، التي تحدثت عنها الآية الكريمة ، ولفتت الأنظار إليها ..